بنش (سورية) - أ ف ب - تعيش بلدة بنش أحد معاقل المنشقين في إدلب منذ أربعة أشهر في أجواء من الخوف من هجوم للجيش السوري بدأ فعلاً أول من أمس، لكن المقاتلين توعدوا القوات النظامية ب «الجحيم» وذلك في علامة تصميم من قبل المعارضة على التصدي للقوات الحكومية. وتتمتع بنش بثلاثة مداخل (تؤدي إلى إدلب وسرمين وتفتناز) ويمكن أن تتحول إلى مصيدة، وهذا ما دفع عدداً كبيراً من سكانها إلى الرحيل. وقال محمد عبد القادر أستاذ اللغة الإنكليزية الذي ضرب شقيقه حتى الموت في أحد السجون إن «زوجتي وأولادي الثمانية في أمان في حلب». وأضاف «أنا أبقى هنا وإن كنت سأموت فليكن ذلك في بنش مدينتي». وتابع أن «الأطفال يخافون من الذهاب إلى المدرسة لأنه خلال العملية التي استمرت أربعة أيام أوقف الجيش عدداً كبيراً من الناس اضطر لاحتجازهم في المدارس»، مؤكداً أن «الأطفال مصدومون منذ ذلك الحين». من جهة أخرى، تبدو آثار الحصار واضحة. وقال تاجر بأسف إن «أسعار المواد الغذائية ارتفعت وتنقصنا الأدوية لمعالجة زكام بسيط. كل هذا يأتي من إدلب التي أصبحت بيد الجيش الذي يمنع إرسال أي شيء إلى بنش». ودوى أول الانفجارات حوالى الساعة 21.30 بتوقيت غرينتش وأصيبت منازل في محيط المدينة الواقعة شمال غربي سورية ما بث الذعر بين سكانها الذين بدأ آلاف منهم بالفرار. وفي الوقت نفسه اتخذ المقاتلون المعارضون مواقع للدفاع عن مدينتهم. وقال أبو سلمو احد القادة المحليين ل»الجيش السوري الحر»: «إذا قرروا دخول بنش فستتحول المدينة إلى جحيم مثل بركان في حالة انفجار لا يمكن لشيء أن يوقفه». وكان رجاله نجحوا قبل أربعة اشهر في صد الجيش بعد معارك عنيفة استمرت أربعة أيام. وقال هذا الضابط السابق في الجيش «لن يجرؤوا على العودة. الجميع سيخرجون لمقاتلتهم». وأكد أبو عبدو رئيس بلدية هذه البلدة الواقعة في محافظة إدلب وتضم أكثر من ثلاثين ألف نسمة والمطوقة من قبل القوات الحكومية من كل الأطراف «نتوقع منذ أربعة أشهر هجوماً وشيكاً للجيش». وتشهد الساحة المركزية للبلدة كل يوم جمعة تظاهرات تطالب برحيل الرئيس بشار الأسد. لكن على بعد اقل من عشرة كيلومترات من الساحة، تنتظر دبابات الجيش منذ اشهر في نيرب سرمين لحظة بدء الهجوم النهائي على آخر معقل للمنشقين في إدلب. واعترف رئيس البلدية بأن «الناس خائفون جداً وقلقون جداً. وقد رأوا بأم أعينهم الفظائع التي يمكن أن يرتكبها جنود النظام». وأضاف «لا احد يستطيع أن ينسى بابا عمرو ودرعا وإدلب. انهم يخافون من أن يلقوا المصير نفسه». وتشهد صور علقت في الساحة ل 16 شخصاً قتلوا خلال الهجوم الأخير للجيش قبل أربعة اشهر على أهوال الحرب التي عاشتها بنش. وتحمل مئات المنازل آثار رصاص بينما تحولت أخرى إلى انقاض.