قال سكان إن دبابات اقتحمت بلدتين في شمال غرب سورية بالقرب من الحدود مع تركيا، لتوسع بذلك هجوماً عسكرياً يهدف إلى قمع الاحتجاجات. ويجيء ذلك بعد يوم من حثّ أنقرة الرئيس السوري بشار الأسد على الكف عن قتل المدنيين. في موازاة ذلك، قال شهود وناشطون إن شوارع حماة بدت مهجورة امس، موضحين ان الحملة العسكرية ضد المدينة، التي كانت حتى الاسبوع الماضي معقلاً للمعارضة، نجحت في اخضاعها للسيطرة الحكومية. وأفادت وكالة «أسوشيتد برس» أنه أمكن رؤية نحو 50 آلية عسكرية تغادر المدينة امس. وقال شهود وسكان إن الحواجز التي كان محتجون قد وضعوها لمنع الجيش وقوى الامن من التدخل قد تمت إزالتها، وإن غالبية شوارع المدينة مفتوحة، فيما ظهر مركز للشرطة جنوب حماة محترقاً. وقال ناشط على الارض إن حماة تعاني من «نقص حاد في المواد الغذائية الأساسية». وعن عمليات إدلب على الحدود العراقية، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن امرأة قتلت عندما اقتحمت 12 دبابة وعربة مصفحة وعشر حافلات كبيرة محملة بالجنود بلدة تفتناز الواقعة على بعد 30 كيلومتراً عن الحدود مع تركيا. ووقع هجوم مماثل على بلدة سرمين القريبة. وقال نشطاء حقوقيون إن قوات سورية قتلت أمس أربعة قرويين في بلدة بنش القريبة. وقال ساكن اسمه علي لرويترز عبر الهاتف: «البلدات الثلاثة قريبة من إدلب وقريبة بعضها من بعض جغرافياً وبين سكانها صلات قرابة. لم تتوقف الاحتجاجات اليومية في المنطقة منذ بداية رمضان». من ناحية أخرى، أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن سقوط قتيلة في مدينة سرمين في محافظة إدلب بعد بدء العمليات العسكرية. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن، إن «سيدة استشهدت وجرح ثلاثة آخرون في مدينة سرمين، التي بدأت القوات السورية فيها عملية عسكرية وأمنية واسعة». وأفاد عبد الرحمن أن القوات السورية بدأت عملية عسكرية وأمنية واسعة في مدينة سرمين، وهي تستخدم الرشاشات الثقيلة. إلى ذلك، أفاد المرصد السوري عن سماع اصوات اطلاق نار كثيف من رشاشات ثقيلة ودوي انفجارات في دير الزور، حيث يخشى السكان من ان يكون الجيش بصدد تنفيذ عملية جديدة. وقال مدير المرصد في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس نقلاً عن شهود عيان، إنه «شوهدت الدبابات وناقلات الجند المدرعة تجوب الشوارع في أحياء الشيخ ياسين والجبيلة والموظفين، مع استمرار سماع اصوات اطلاق نار من رشاشات ثقيلة ودوي انفجارات». وأشار الى أنه اعتباراً من السادسة بتوقيت سورية (03:00 تغ) سُمعت «أصوات اطلاق نار كثيف من رشاشات ثقيلة وأصوات انفجارات في حيي الجبيلة والموظفين». وأضاف: «هناك مخاوف لدى الأهالي من عملية اقتحام جديدة» ينفذها الجيش وقوات الامن في هذه المدينة التي شهدت مقتل 17 شخصا على الاقل وإصابة اكثر من 50 آخرين، بحسب المرصد. وكان المرصد نقل اول من امس عن ناشطين في دير الزور، أن دبابات ترافقها سيارات امنية ترفع رشاشات ثقيلة تنتشر في شوارع دير الزور وفي ساحة الحرية التي شهدت تظاهرات حاشدة في الاسابيع الاخيرة، مشيراً الى «اعتقالات واسعة» في هذه المدينة الواقعة على بعد 430 كلم شمال شرق العاصمة. وأفاد المصدر نفسه عن «اقتحام قوات هائلة من الجيش مدن زملكا وعربين وحمورية (ريف دمشق) وقيام قوات الامن بمصادرة جميع الدراجات النارية والبدء بحملة اعتقال كبيرة»، مشيراً الى ان «اصوات الرصاص مسموعة حتى في المدن المحيطة». وأكد ان هناك «قطعاً كاملاً للاتصالات عن المدن» الثلاث، حيث تم البدء «بحملة مداهمات للبيوت واعتقالات منذ الساعة الخامسة فجراً». وكان الجيش السوري واصل عمليات المداهمة في العديد من المدن السورية لترتفع حصيلة القتلى بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان الى 34 والجرحى الى العشرات أول من امس. وسجلت أعلى حصيلة للقتلى في دير الزور التي اقتحمتها الدبابات الثلاثاء حيث قتل 17 شخصاً واصيب نحو 50 بجروح في المدينة والبلدات المحيطة بها. كما قتل شخص في اللاذقية وأصيب اثنان بجروح، وسقط 5 قتلى في محافظة إدلب، و6 قتلى في حماة وثلاثة قتلى في حمص، وقتيلان في ريف دمشق. وقال المرصد إن «النشطاء في مدينة دير الزور أكدوا مشاهدة 15 جثة ملقاة في الشوارع في الحويقة وجبيلة والقصور والجورة ظهر الثلاثاء اثر العمليات الواسعة التي شنتها القوات العسكرية والامنية السورية في الكثير من احياء المدينة، كما اكدوا وجود اكثر من 50 جريحا جراح بعضهم حرجة». وأضاف ان الدبابات ترافقها سيارات أمنية ترفع رشاشات ثقيلة تنتشر في الشوارع وفي ساحة الحرية التي شهدت تظاهرات حاشدة في الاسابيع الاخيرة، مشيراً الى «اعتقالات واسعة» في هذه المدينة الواقعة على بعد 430 كلم شمال شرق العاصمة. وتابع أن «إطلاق النار يُسمع في اكثر من منطقة والنيران استهدفت مستشفيين». وأشار المرصد الى أنه «يتم إسعاف الجرحى في المنازل من دون وجود أدوية بسبب إغلاق الصيدليات، كما يعاني السكان من فقدان الخبز». وأوضح المصدر نقلاً عن الشهود، ان اكثر من 30 دبابة وناقلة جند مدرعة شوهدت بعد الظهر «تسير باتجاه مسجد عثمان بن عفان». وفي محافظة حمص، «قتل مدنيان من سكان تجمع قرى الحولة برصاص عناصر من الشبيحة أطلقوا عليهم الرصاص ولاذوا بالفرار»، وفق المرصد السوري. وأضاف المرصد ان «رجلاً يبلغ من العمر 35 عاماً قتل تحت التعذيب. وكان الرجل اعتقل قبل اسبوع من جوار منزله واليوم أُبلغ ذووه أنه فارق الحياة». وفي اللاذقية، قال المرصد إن رجلاً سقط عصر اول من امس برصاص قوات الأمن في حي سكنتوري وأصيب آخران أحدهما في يده وتم استهدافه وهو يحاول تصوير اقتحام الامن والجيش للحي من أجل ازالة الحواجز التي وضعها الأهالي». وتحدث المرصد عن سقوط قتيلين في ريف دمشق وعن اعتقال نحو 200 شخص في المحافظة وخصوصاً في مدينة زملكا.