أطلق ناشطون سوريون في مدينة حمص نداء الجمعة إلى الدول المشاركة في مؤتمر أصدقاء سوريا في تونس يطالبونها فيه ب"الأفعال بدل الأقوال"، في ظل تواصل القصف على هذه المدينة لليوم الحادي والعشرين، مع سقوط أربعة قتلى جدد، بحسب ناشطين. وقال المتحدث باسم الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبدالله في اتصال مع وكالة فرانس برس من مدينة حمص "كلما زادت الأقوال دون الأفعال يزيد النظام عمليات الانتقام منا". واضاف "نقول للعالم: اذا كنتم لا تريدون ان تتخذوا افعالا فرجاء لا تتكلموا، لان الاقوال لن تطعم الناس ولن تداوي المصابين، بل ستدفع النظام الى الانتقام منا اكثر". وتتعرض احياء عدة في حمص منذ ثلاثة اسابيع لقصف متواصل، لا سيما حي بابا عمرو، مع تدهور الوضع الإنساني. وبث ناشطون معارضون تسجيلا على الانترنت يظهر حي بابا عمرو تتصاعد منه اعمدة الدخان ويسمع فيه دوي انفجارات، ويسمع صوت المصور يقول "بابا عمرو تهدم على رؤوس سكانها.. اين العرب والمسلمون؟ لماذا لا تتحركون؟". وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان اربعة اشخاص قتلوا امس من بينهم طفل ووالده، في القصف الذي تنفذه القوات السورية على حي بابا عمرو. وافاد المرصد عن سماع "اصوات انفجارات في حي كرم الزيتون"، ومشاهدة "مئات العناصر من القوات العسكرية في حي الانشاءات المجاور لبابا عمرو". وقال المتحدث باسم الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبدالله في اتصال مع فرانس برس من مدينة حمص "اليوم منذ الصباح قصف عنيف على عدة احياء اشدها كالعادة في بابا عمرو بالراجمات والدبابات والمدفيعة اضافة الى صورايخ سكود ارض-ارض يطلقها الجيش على الطوابق الاولى من المباني لتسبب انهيار المباني كاملة". واضاف "الامر اصبح روتينيا، قتل وتهديم وتدمير". وتحدث عن واقع انساني يزداد سوءا يوما بعد يوم في حمص وخصوصا في بابا عمرو. وقال "لدينا عشرات حالات الاغماء بسبب سوء التغذية، عندما كنا نقول ان الناس لا تجد ما تأكله لم يسمعنا العالم، والآن لن يسمعونا ربما الا عندما نعلن استشهاد مواطنين بسبب سوء التغذية". وتظاهر عشرات الالاف من السوريين الجمعة في مناطق عدة من سوريا في ما اطلق عليه ناشطون معارضون اسم "سننتفض لاجلك بابا عمرو" تضامنا مع هذا الحي في مدينة حمص الذي يشهد قصفا للقوات النظامية منذ ثلاثة اسابيع. وافاد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن في اتصال مع فرانس برس ان "عشرات الالاف من السوريين تظاهروا اليوم في مناطق عدة في سوريا في تظاهرات يترواح عدد المشاركين فيها بين العشرات والمئات والالاف" بحسب الانتشار الامني فيها. ففي مدينة حلب (شمال) التي كانت تعد حتى وقت قصير بمنأى عن الاحتجاجات، افاد المرصد بخروج تظاهرات في احياء عدة من المدينة. وافاد ناشطون في تنسيقية التآخي التي "تضم ناشطين عربا واكرادا ومسيحيين" في مدينة حلب في اتصال مع فرانس برس ان قوات الامن السورية تحاصر حي المرجة، متحدثين عن اطلاق قوات الامن الرصاص لتفريق متظاهرين في حيي الكلاسة والسكري في المدينة. واضاف الناشطون ان تظاهرة خرجت في حي المشهد في حلب، واجهتها قوات الامن بالغازات المسيلة للدموع في ظل انتشار القناصة على اسطح المباني، فيما تحدث المرصد عن انتشار قوات الامن في المدينة الجامعة التي شهدت في الايام الماضية تظاهرات حاشدة. وفي ريف حلب "انطلقت تظاهرة حاشدة في مدينة جرابلس الواقعة على الحدود السورية التركية كما خرجت تظاهرات في بلدات ارشاف وحيان وابين سمعان"، بحسب المرصد. وذكر المرصد ان تظاهرات حاشدة تضم الالاف خرجت في مدينة تل رفعت والقرى المجاورة لها في ريف حلب. وفي محافظة درعا (جنوب) مهد الحركة الاحتجاجية اطلقت قوات الامن النار لتفريق تظاهرة في بلدة عدوان، وخرجت تظاهرات في "عدة بلدات وقرى بريف درعا بالرغم من التواجد الامني والعسكري" وفقا للمرصد الذي اشار الى سماع اصوات اطلاق الرصاص في بلدة الحارة تزامنا مع اقتحام اليات عسكرية للبلدة. وفي محافظة ادلب (شمال غرب) خرجت تظاهرات حاشدة من معظم مساجد معرة النعمان تنادي باسقط النظام وتدعو لفك الحصار عن بابا عمرو والمدن المحاصرة، ورفضا للاستفتاء على الدستور، بحسب المرصد. واضاف المرصد في بيان "خرجت تظاهرات في بلدات وقرى وعرين ومصرين وسرمين والمسطومة وتفتناز وقميناس والنيرب وبنش وكفر جالس وعين شيب وفيلون وحزانو" الواقعة في ريف ادلب. وفي اللاذقية وبانياس على الساحل السوري، حال الانتشار الامني الكثيف دون خروج تظاهرات في عدد من الاحياء، بحسب المرصد. وفي محافظة دير الزور (شرق)، افاد المرصد بخروج تظاهرات في احياء عدة من المدينة، كما خرجت تظاهرات في عدة مدن وبلدات في المحافظة. من ناحية اخرى صرح مصدر بالمعارضة السورية امس بأن دولا غربية ودولا أخرى تغض الطرف عن مشتريات سلاح يقوم بها معارضون سوريون في الخارج. وقال المصدر إن معارضين في الخارج يهربون بالفعل أسلحة خفيفة وأجهزة اتصالات ونظارات للرؤية الليلة للمعارضين داخل سوريا. وأضاف أن مؤيدي المعارضة السورية يحاولون أيضا إيجاد سبل لتزويد الجيش السوري الحر بأسلحة مضادة للطائرات وللدبابات. وتابع أنه تجري اتصالات أيضا لإيجاد وسيلة لإدخال ضباط سوريين متقاعدين إلى البلاد لتقديم المشورة في محاولة لتنسيق العمل بين مقاتلي المعارضة. ودعا المجلس الوطني السوري مجموعة "أصدقاء سوريا" الجمعة إلى تسليح الجيش السوري الحر الذي يضم الالاف من المنشقين عن القوات الحكومية وكذلك تسليح كل أشكال المقاومة الشعبية الاخرى للرئيس بشار الأسد. وقال المجلس في بيان يضم مطالب من سبع نقاط قدمه للمجموعة الدولية التي تجتمع اليوم في تونس إنه إذا لم يقبل النظام بنود المبادرة السياسية التي وضعتها جامعة الدول العربية ويوقف العنف ضد المدنيين فإن مجموعة أصدقاء سوريا يجب ألا تمنع الدول من مساعدة المعارضة السورية عن طريق توفير المستشارين العسكريين والتدريب وتقديم الاسلحة للمعارضة للدفاع عن نفسها.