في الطائف عروس المصائف وحديقة العلماء الصيفية، لا يجد سكانها متنفساً في الشتاء سوى البقاء في منازلهم بالقرب من أجهزة التدفئة الكهربائية، واقتصار اللقاءات داخلها مع الأهل أو الأصدقاء. فالطائف التي تعتبر أول مصيف «حكومي» في المملكة، إضافة إلى كونها المقصد الأول ل السياحة في المملكة ودول الخليج، وذلك لأنها تعتبر مفترق الطرق بين مكةالمكرمة ومدن الجنوب، تختلف فيها الأماكن التي يقصدها الشخص في عطلة الأسبوع صيفاً و شتاءً لبرودة الجو شتاءً، ولاعتداله صيفاً كونها تقع في أعالي جبل غزوان. وكشف المرشد السياحي في محافظة الطائف أحمد الجعيد ل «الحياة» إغلاق المتنزهات أبوابها طيلة العام عدا مواسم الإجازة الصيفية، مضيفاً «غالبية متنزهات مدينة الطائف تغلق أبوابها تماماً مع انتهاء إجازة الصيف كل عام، خصوصاً فترة الشتاء، وأن السبب وراء ذلك هو عدم رغبة المستثمرين في إرهاق جيوبهم في دفع المصاريف التشغيلية لهذه الحدائق مثل حديقة الملك فهد وحديقة الملك فيصل في الحوية». وقال الجعيد إن الكثير من الأسر تقصد الأماكن الواقعة حول أشهر المتنزهات مثل متنزه سيسد الوطني وسوق عكاظ، مرجعاً السبب وراء إغلاق متنزه الردف إلى عدم تنفيذ أحد المستثمرين إجراءات تطوير في المتنزه منذ عامين ما دفعها لسحب المتنزه من تحت إشرافه، وتسليمه إلى أمانة الطائف التي بدورها وعدت أن يتم افتتاحه صيف هذا العام. ولم يخف المرشد السياحي افتقار منطقة الحوية إلى وجود أماكن لتنزه الأسر والشباب على حد سواء، وأن الحدائق الموجودة بها ليست سوى «مسميات حدائق» لافتقارها إلى أدنى مستوى من الخدمات. ويشتكي سكان الطائف وزوارها من قلة المتنزهات، والخدمات، إذ يستحيل العثور على متنزه في إجازة الصيف التي تصادف آخر العام الدراسي. ويقول المواطن سلطان آل ريدان، إنه يفضل قضاء عطلة آخر الأسبوع برفقة أسرته بالذهاب إلى استراحته الخاصة ل «تغيير الجو»، أو الجلوس في المسطحات الخضراء بالقرب من جامع الملك فهد، وممارسة رياضة المشي، أو بالتوجه إلى المقاهي المنتشرة في المنطقة. وعزا آل ريدان انحصار خياراته في ثلاثة خيارات إلى إغلاق المستثمرين لعدد من كبرى حدائق ومتنزهات وطنية تحولت إلى مرافق تجارية بأسماء المتاجرين بها، الذين يقودون حركة تنفس السياح بوضع أسعار خيالية في بعض الأحيان. ويوافق وليد العتيبي من سكان الطائف آل ريدان الرأي، على رغم أنه يقسم وقته في عطلة نهاية الأسبوع ما بين الزيارات العائلية والخروج برفقة زملائه ل «الكشتات» البرية في الأودية القريبة مثل وادي البهيتة شمال الطائف، أو النزول إلى وادي نعمان أسفل وادي كرا للاستمتاع بدفء المكان هناك، أو الذهاب شرقاً إلى فوهة الوعبة في مقلع طمية التي تبعد عن الطائف مسافة 175 كيلو متراً في فصل الشتاء. ويضيف «أبرز الأماكن التي أقصدها برفقة زملائي أو عائلتي على حد سواء في فصل الصيف الهدا، والشفا». فيما تختلف توجهات عبدالله الحارثي تماماً عن العتيبي وآل ريدان، إذ اعتاد على الخروج من صخب المدينة وإزعاجها بالذهاب برفقة عائلته إلى قريته «ميسان» لمنع العين جرعة من جمال جبالها، واستنشاق نسيمها الزكي العليل، بحسب قوله. واستغربت الشابة خلود سعد من سكان الطائف، من افتقار الكثير من المتنزهات إلى مرافق الخدمات العامة وإهمالها طيلة فترة الشتاء إلى أدنى مستويات النظافة، والاهتمام من قبل المشغلين لها.