نواكشوط - أ ف ب، رويترز - أعلن الناطق باسم الحكومة الليبية ناصر المانع الأربعاء أمام الصحافيين قبل مغادرته العاصمة الموريتانية أن نواكشوط وافقت على «تسليم» ليبيا رئيس الاستخبارات السابق في عهد معمر القذافي والموقوف في موريتانيا عبدالله السنوسي. وقال: «إن موريتانيا التزمت بتسليمه (السنوسي) إلى بلاده، حيث سيحظى بمحاكمة عادلة. ولم يُحدد أي موعد لذلك لكنه سيكون قريباً جداً». وأضاف: «نحترم الإجراءات القضائية الخاصة لموريتانيا التي ستأخذ الوقت لإنجازها. لكنها ستكون مجرد مسألة وقت». وكان المناع في عداد الوفد الليبي الذي وصل الاثنين إلى نواكشوط للمطالبة بتسليم السنوسي وترأسه نائب رئيس الوزراء مصطفى أبو شاقور الذي التقى الثلثاء الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز. وقال مصدر قريب من ملف السنوسي إن موريتانيا ستدرس طلبات تسليمه و «ستأخذ وقتها» قبل حسم هذه المسألة. وصرح المصدر إلى «فرانس برس»، طالباً عدم كشف اسمه: «نواكشوط ليست على عجلة من أمرها. في هذه الحالات يجب احترام القواعد والإجراءات» و «موريتانيا ستأخذ وقتها». وإضافة إلى ليبيا طالبت فرنسا أيضاً بتسليمها السنوسي الذي أوقف في نهاية الأسبوع الماضي في مطار نواكشوط، في قضية التفجير الذي استهدف في 19 أيلول (سبتمبر) 1989 طائرة «يوتا» فوق النيجر. كما طالبت المحكمة الجنائية الدولية بتسليم السنوسي بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية. وقال المصدر الموريتاني إن الوفد الليبي الذي زار نواكشوط حصل على إذن «لزيارة السنوسي والتحقق من هويته... لكن لم يسمح له باستجوابه». وتابع المصدر أن «المسؤول الكبير في النظام الليبي السابق يطرح تهديداً ليس فقط على بلاده بل أيضاً على المنطقة برمتها». وأوضح: «هذا الخطر أُبعد الآن ولذا عملت موريتانيا على توقيفه خدمة للمنطقة كلها». لكن وكالة «رويترز» نقلت بدورها عن مصدر موريتاني اشترط عدم كشف اسمه: «وافقنا على درس طلبهم (الليبيين) مع منحه أفضلية. الاتفاق شبه مبرم لكن ينبغي توخي الحذر. يمارس الفرنسيون ضغوطاً كبيرة». وأضاف: «يقولون (الجانب الفرنسي) إن طلبهم له الأولوية لأن مذكرة الاعتقال الخاصة بهم صدرت أولاً ولأنهم ساعدوا في اعتقاله». وكان السنوسي الذي اختفى لشهور قد اعتقل في مطار نواكشوط بعد وصوله ليل الجمعة على متن رحلة قادمة من المغرب. وفي شكل منفصل قالت مصادر ديبلوماسية إن الولاياتالمتحدة التي أكدت إجراء اتصالات مع موريتانيا في شأن السنوسي، طلبت مقابلته قبل تسليمه لأي جهة. وقال مصدر ديبلوماسي: «قدّم الأميركيون طلباً للسلطات الموريتانية صباح (الاثنين) للسماح لهم بمقابلة السنوسي وهو لا يزال في موريتانيا». وأكد ديبلوماسي ثان تقديم الطلب. وتم ربط اسم السنوسي بتفجير طائرة ركاب أميركية فوق لوكربي في اسكتلندا عام 1988 في حادث قتل فيه 270 شخصاً. وتشكك جماعات دولية مدافعة عن حقوق الإنسان في إمكان أن يلقى السنوسي محاكمة نزيهة في ليبيا وقالت إن من الأفضل أن يحال على المحكمة الجنائية الدولية. ووصفت منظمة العفو الدولية النظام القضائي الليبي بأنه «مشلول»، مشيرة إلى أنه لم ينجح في التحقيق في وفاة معتقلين في سجون المعارضة أو قضايا بارزة مثل مقتل القائد العسكري السابق عبدالفتاح يونس. وقالت دوناتيلا روفيرا المسؤولة بالمنظمة ل «رويترز»: «لم يفعل النظام القضائي الليبي شيئاً. لم يحاسب أحداً ولم يحقق في قضية واحدة حتى الآن». غير أن نائب وزير العدل الليبي خليفة فرج عاشور قال ل «رويترز» في طرابلس إن مدير الاستخبارات السابق سيلقى محاكمة نزيهة في بلاده.