أسفرت الأزمة الخطيرة التي عصفت بنقابة الصحافيين الفلسطينيين عن تقسيمها الى نقابتين، على غرار الحكومتين، واحدة في الضفة الغربية وأخرى في قطاع غزة. ونظمت كتلة الصحافي الفلسطيني، الذراع الصحافية لحركة «حماس» المتحالفة مع التجمع الاعلامي الفلسطيني، الذراع الصحافية لحركة «الجهاد الاسلامي»، أول من أمس انتخابات للنقابة في القطاع أسفرت عن فوز قائمة التحالف «نقابة للجميع» المؤلفة من تسعة صحافيين. وجاءت الانتخابات رداً على تنظيم الأمانة العامة للنقابة في الضفة انتخابات في 19 الشهر الجاري، والتي حصدت فيها قائمة «نقابة مهنية للجميع» التابعة لحركة «فتح»، 49 مقعداً من أصل 63 أعضاء المجلس الاداري للنقابة. وحصلت قائمة التحالف الديموقراطي التي ألفتها الجبهتان «الشعبية» و «الديموقراطية» و «النضال الشعبي» على عشرة مقاعد، وكتلة الصحافي المستقل على أربعة. ومن المرجح توزيع المناصب الادارية في نقابة غزة بين الفائزين خلال الأيام القليلة المقبلة، فيما سيختار المكتب الحركي للصحافيين التابع ل «فتح»، ممثليه في الأمانة العامة لنقابة الضفة من بين الفائزين ال 49. «عرس ديموقراطي» أم «يوم أسود» ووصف القائمون على الانتخابات في شطري الوطن هذه الانتخابات في بيانات منفصلة بأنها «عرس ديموقراطي»، فيما اعتبرها عدد من الصحافيين آثر عدم المشاركة في «شرذمة النقابة وتعميق الانقسام» بأنها «يوم أسود آخر» في تاريخ الشعب الفلسطيني. وانتقدت كتلة الصحافي الفلسطيني بشدة المكتب الحركي للصحافيين الذي يهيمن على النقابة منذ سنوات طويلة، لتراجعه عن التوقيع على مبادرة «شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية» قبل ساعات قليلة من موعد التوقيع في 29 من الشهر الماضي، والتي تضمنت إرجاء تنظيم الانتخابات الموحدة الى 23 من الجاري. وقالت الكتلة إنها «سعت بكل قوة من أجل إجراء انتخابات واحدة وموحدة في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة، غير أن نكوص المكتب الحركي لصحافيي فتح والذهاب الى انتخابات منفردة في الضفة أغلق أبواب التوافق وأدار الظهر للمجموع الصحافي في قطاع غزة، الأمر الذي جعلنا مضطرين لأخذ زمام المبادرة صيانة لحق صحافيي القطاع النقابي». بدوره، انتقد المكتب الحركي للصحافيين بشدة الكتلة، واتهمها بإفشال الاتفاق. لكن شبكة المنظمات الأهلية قالت في بيان إن المكتب الحركي تراجع عن التوقيع على المبادرة بعدما وافق عليها ممثلوه الذين مثلوا أيضاً الأمانة العامة للنقابة في الحوارات التي رعتها الشبكة بين الطرفين. وبذلت الشبكة جهوداً جبارة حتى يوم الثامن من الجاري للوصول الى توافق بين الطرفين على قاعدة إرجاء الانتخابات في الضفة وإلغاء انتخابات غزة، ووفرت كل الضمانات التي طالب بها مكتب الحركة، إلا أن المكتب أصر على تنظيم الانتخابات في موعدها، الأمر الذي قاد الى تنظيم انتخابات مماثلة لها في غزة أول من أمس.