طهران، واشنطن - أ ب، رويترز، أ ف ب - أوردت صحيفة «نيويورك تايمز» أن ثمة توافقاً بين وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إي) والاستخبارات الإسرائيلية (موساد) على التزام إيران قرار اتخذته عام 2003، بالتخلي عن برنامج لصنع سلاح نووي. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في الاستخبارات إن «رصد مكالمات هاتفية لمسؤولين إيرانيين، يناقشون البرنامج النووي لبلادهم، أثار قلقاً بأن قادة إيران قرروا إحياء جهود لتطوير سلاح» ذري، ما أرغم «سي آي إي» على تأجيل «التقدير الاستخباراتي القومي» عام 2010، وهو تقرير يتضمن إجماع محللي 16 وكالة استخبارات أميركية. لكن الصحيفة أشارت إلى أن «سي آي إي» أبقت على الخلاصة التي توصلت إليها عام 2003، بعد تمحيص معلومات استخباراتية جديدة من «مصادر عدة»، بينها التنصت على «اتصالات هاتفية لمسؤولين إيرانيين، يشكون لبعضهم بعضاً وقف برنامج» التسلّح النووي. ووصف مسؤول استخباراتي أميركي سابق المعلومات، بأنها «مقنعة جداً»، قائلاً: «ثمة دليل هائل إلى وقف البرنامج». ونقلت «نيويورك تايمز» عن مسؤول بارز سابق في «سي آي إي» قوله إن الإسرائيليين «يطرحون أسئلة قاسية جداً، لكن موساد ليس على خلاف مع الولاياتالمتحدة في شأن برنامج التسلّح (النووي الإيراني). لا خلاف كبيراً بين الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية». ولفتت الصحيفة إلى أن «وكالة الأمن القومي الأميركي» تتنصت على اتصالات هاتفية لمسؤولين إيرانيين وتنفذ أشكالاً أخرى من المراقبة الإلكترونية، كما أن «وكالة الاستخبارات الوطنية الجغرافية الفضائية» تحلّل رسوماً تلتقطها رادارات وصوراً رقمية للمنشآت النووية الإيرانية. ونسبت إلى محللين أن طائرات أميركية من دون طيار تحلّق فوق منشآت إيرانية سرية، أُخفيت قربها أجهزة استشعار يمكنها رصد الإشارات الكهرمغناطيسية وانبعاثات الإشعاعات. وأضافت أن الولاياتالمتحدة تعتمد أيضاً على معلومات يجمعها مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ليبرمان في بكين، اعتبر وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان أن اندلاع حرب بين إسرائيل وإيران سيشكّل «كابوساً، ولن يقف أحد على الحياد، بما في ذلك دول الخليج». وقال لصحيفة «يديعوت أحرونوت: «تحتفظ إسرائيل بكل الخيارات على الطاولة، لكننا نعتقد بإمكان إقناع الإيرانيين بالتخلي عن طموحاتهم النووية، من خلال جبهة موحدة للمجتمع الدولي». ورأى أن «للصينيين تأثيراً هائلاً على إيران». في المقابل، اعتبر رئيس مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علي لاريجاني أن «الكيان الصهيوني لا يجرؤ على شنّ هجوم على إيران، إذ سيجازف بمصيره إن ارتكب خطأً مشابهاً». وقال: «الكيان الصهيوني هُزم من مجموعة صغيرة هو حزب الله، ويثير ضجيجاً، لكن الكلاب التي تنبح كثيراً، لا تهاجم». وشدد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني علاء الدين بروجردي، على أن «البرلمان لن يسمح على الإطلاق، بأن ترجع الحكومة ولو خطوة واحدة إلى الوراء، في السياسة النووية». أما وزير الاستخبارات الإيراني السابق علي فلاحيان فشدد على «الأهمية الاستراتيجية» لمضيق هرمز، مجدداً تهديد بلاده بإغلاقه، إذا تعرّضت لهجوم. واعتبر أن قطع شبكة «سويفت» للتحويلات المصرفية في العالم، علاقاتها بمصارف إيرانية خاضعة لعقوبات الاتحاد الأوروبي، بسبب البرنامج النووي لطهران، «مثل إغلاق ممرّات مائية عالمية». وقال: «إذا رأت الولاياتالمتحدة أو أوروبا أن من حقها تجاهل قوانين دولية، خدمة لمصالحها، قد تقرّر إيران أيضاً الردّ بالمثل، متى اعتبرت ذلك مناسباً». إلى ذلك، اتهمت لندنطهران بحجب موقع إلكتروني أطلقته الخارجية البريطانية للتواصل مع الإيرانيين. وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ: «لا خلاف مع الشعب الإيراني، لكن نأسف لخوف السلطات الإيرانية من تفاعل مواطنيها وتواصلهم مع العالم الخارجي».