أبو ظبي، طهران – أ ب، رويترز، أ ف ب - اعتبرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في أبو ظبي أمس، أن العقوبات الدولية المفروضة على إيران أبطأت جهودها لامتلاك سلاح نووي، متهمة طهران بقرع «طبول الحرب» في الشرق الأوسط، لصرف الأنظار عن طموحاتها الذرية. في غضون ذلك، أعلنت طهران اعتقال منفذي عملية اغتيال العالِم النووي الإيراني مسعود علي محمدي في كانون الثاني (يناير) 2010، وأن ذلك أتاح لأجهزتها الأمنية «اختراق» جهاز الاستخبارات الإسرائيلية (موساد). وقالت كلينتون: «آخر تحليل يفيد بأن العقوبات تنجح، وصعّبت جداً على إيران تحقيق طموحاتها النووية». وأضافت خلال برنامج بثته قناة «أم. بي. سي»: «تواجه إيران مشاكل تكنولوجية عطّلت جدولها الزمني، ونلاحظ بالتالي بعض المشاكل لديها. لكن السؤال هو كيف نقنعها بأن السعي الى (امتلاك) أسلحة نووية لن يجعلها أكثر أماناً وأكثر قوة، بل العكس تماماً. لدينا وقت، لكنه ليس طويلاً». وشددت على أن امتلاك إيران سلاحاً نووياً، سيشعل في الشرق الأوسط «سباق تسلّح سيكون خطراً جداً»، معتبرة أن «من مصلحة المنطقة منع إيران» من امتلاك ذاك السلاح. واتهمت الوزيرة طهران بالعمل لزعزعة الاستقرار في لبنان وإحباط محاولة التوصل الى تسوية سلمية بين إسرائيل والفلسطينيين، معتبرة أنها «تقرع طبول الحرب لأغراض دنيئة تتعلق بها، (إذ) تريد صرف الأنظار عما يمثل قلقاً بالغاً للمستقبل، وهو وجود إيران مسلحة نووياً». وزادت: «لا يمكننا السماح بأن تسبّب قوى خارجية، نزاعاً في الشرق الأوسط سيكون كارثة على الجميع». وقبل وصولها الى أبو ظبي ضمن جولة خليجية، علّقت كلينتون على تأكيد الرئيس السابق للاستخبارات الإسرائيلية (موساد) مئير داغان ان إيران لن تمتلك قدرات نووية قبل السنة 2015، قائلة: «لا نريد أن تضلّل (أجهزة) الاستخبارات أي طرف. لا أرى أن ذلك يعطي كثيراً من الراحة لأحد في الخليج، أو في دولة (إسرائيل) توعّدت إيران بتدميرها». وأضافت: «نتوقّع من جميع شركائنا الذين يشاطروننا قلقنا (من إيران)، التركيز إلى أقصى حد ممكن، وبذل قصارى جهدهم للمساهمة في تطبيق العقوبات». في غضون ذلك، أعلنت وزارة الاستخبارات الإيرانية «اعتقال العناصر الرئيسة التي نفذت الجريمة الإرهابية» باغتيال العالِم محمدي، و «تفكيك شبكة من الجواسيس والإرهابيين المرتبطين بالنظام الصهيوني». وأضافت الوزارة في بيان: «بعد شهور من العمل المضني والسري والعمليات المعقدة واختراق العمق الإستخباراتي للكيان الصهيوني، تمكّنت الوزارة من الحصول على معلومات مهمة جداً وحساسة في شأن جواسيس موساد وعملياته، ما وجّه ضربات موجعة الى الهيكلية الاستخباراتية والأمنية للكيان الصهيوني». وأشارت الوزارة الى أن «الموساد قواعد أوروبية وغير أوروبية، إضافة الى قواعد في دول مجاورة، استُخدمت لتنفيذ الاغتيال الجبان لمحمدي»، لافتة الى أنها ستكشف «تدريجاً مزيداً من المعلومات في شأن اختراق موساد وتفكيك شبكاته التجسسية وخططه لاغتيال عالمنا المرموق». واغتيل محمدي الذي كان أستاذ الفيزياء في جامعة طهران، في كانون الثاني 2010، كما اغتيل العالِم النووي الإيراني مجيد شهرياري وجُرح زميله فريدون عباسي دافاني، بهجومين في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. الى ذلك، اعتبر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أن «الأعداء أصبحوا في موقف ضعيف وانفعالي في المنطقة، نتيجة للصمود البطولي الذي أبدته المقاومة». وقال خلال لقائه رئيس مجلس الشعب (البرلمان) السوري محمود الأبرش ان «الغرب يعمل لإضعاف الجبهة الإيرانية - السورية والمقاومة في المنطقة». وفي مسقط، وصف وزير الداخلية الإيراني مصطفى محمد نجار خلال لقائه السلطان قابوس بن سعيد، عُمان بأنها «صديق قديم لإيران».