الكلام الذي يقوله نجوم الفن الذين يحصلون على جوائز «الموريكس دور» مديحاً فيها، والكلام الهجائي الذي يقوله آخرون اعتراضاً على أسلوبها... يبدو أنه لا يقدم ولا يؤخّر في سيرة «الموركس دور». فالمديح الذي تتصاعد منه روائح المبالغة في تعظيم الذات أولاً قبل الجوائز لا يؤدي إلى انتباه اللجان التحكيمية أكثر فأكثر الى ما «تحكم» به أو عليه، والهجاء الذي يفوح من جنباته الاحساس بالتفوق المزعوم أو بالنقص، لا يدعو تلك اللجان الى أخذ التغيير في مضمون الجوائز ومستواها وعناوينها في الاعتبار. الحال أشبه بانقطاع المياه في مكان مكتظ بالناس... مثلاً؟ بين جوائز «الموركس دور «جائزة لأفضل ممثل، وأفضل ملحن، وأفضل مطرب (كلمة مطرب، للعلم، غير موجودة في «لسان العرب» اطلاقاً !) وأفضل... وأفضل... وأفضل... لكن هل يكون صعباً على «الموركس دور» توسيع بيكار عناوين الجوائز بحيث، الى جانب اختيار افضل أغنية وطنية، يتم اختيار أفضل أغنية انسانية أو أفضل أغنية اجتماعية او انتقادية؟! ان هذا العنوان الانساني أو الاجتماعي أو الانتقادي – السياسي ربما، يمكن أن يشحذ همم بعض الفنانين، وقرائحهم، لتقديم جديد في المضمون بدلاً من اقتصار المضمون كله على العنوان العاطفي، ويمكن أن يعطي جوائز «الموركس دور» ابعاداً ذات مغزى أكبر وأوسع وأشمل. فالأغنية الانسانية الذكية تلامس جميع الناس في ميولهم الفطرية او الثقافية التي يتشاركون فيها مع الآخر كائناً من كان ذلك الآخر، والأغنية الإجتماعية الراقية تروي هموماً مشتركة في مجتمع واحد وأحياناً في مجتمعات عدة في العالم العربي، وكذلك الأغنية السياسية - الانتقادية التي تستطيع أن تعلن مواقف كبرى أحياناً... كل ذلك يشكل حكماً إضافات حقيقية الى عناوين جوائز «الموركس دور» التي دخل الملل اليها في نظر البعض، وكادت «تنتهي» في نظر البعض الآخر، وفي كل الحالات هي حدث سنوي مرتقب يحتفل به الاعلام والاعلان. هل يمكن أن تتحقق هذه الاضافة الى عناوين «الموركس دور» أم أن «غبار» الأغاني السياسية والانسانية والاجتماعية غير مرغوب به في حفل تتراصف فيه بذلات السموكنغ والياقات المنشّاة؟ وأكثر: هل يمكن، في حال فتح باب هذا النوع من الأغاني والجوائز، أن نجد نجوماً في الشعر الغنائي والتلحين والغناء العاطفي يبحثون عن أغنية مختلفة في المعنى والمبنى... أم ستبقى الأغاني العاطفية هي الحلوى «الأطيب» لفانين أُصيب أكثرهم بالسكري فأصابوا الجمهور بعدواه؟ هناك مشكلة جدية في ذهنية غالبية نجوم الفن هي الابتعاد عن الأغاني التي تتجاوز عوالم العشق وعوالم العاشقين أبناء سن المراهقة بالضبط. واذا كانت شركات الانتاج، العملاقة منها، والقزم، القديمة والجديدة، المغالية في تأكيد اسطوريتها والمتواضعة الى حدّ التقشف... جميعها لا تسمع نداءات الالتفات الى أغاني الانسان وأفكاره وحياته الفرحة أو المعذبة، ولا أغاني المجتمع أباً وأماً وأطفالاً، ولا أغاني الموقف السياسي نصير القضايا العربية، فهل بامكان جوائز «الموركس دور» أن تتنكب المسؤولية... ام ان الاعلان وشركاته وبعض المؤسسات الراعية لهذه الجوائز يمكن ان تقول لا، ويكفي ويكفي ذلك...