اعتبر الرئيس اللبناني ميشال سليمان وفاة بطريرك الأقباط الأرثوذكس والكرازة المرقسية الأنبا شنودة الثالث «خسارة لمصر وللعالم العربي»، مشيداً ب «مسيرته الكنسية المنفتحة على الأديان الأخرى، وبمواقفه الوطنية والعروبية المتشددة ضد العدو الإسرائيلي والتي كلّفته الاضطهاد والاعتقال، في وقت نحن أحوج ما نكون إلى مثلها في ظل ما يشهده العالم العربي من تطورات». وإذ تقّدم سليمان في بيان صادر عن رئاسة الجمهورية أمس، بتعازيه إلى المصرييّن عموماً والأقباط خصوصاً، تمنّى «مواصلة مسيرة الأنبا الراحل في الحوار والانفتاح ليبقى هذا الشرق مهد الحضارات والأديان، مساحة تلاقٍ بين أبنائه وسائر شعوب العالم». ورأى الرئيس السابق للحكومة اللبنانية سعد الحريري في بيان أمس، أن «مصر والأمة العربية فقدت علماً من أعلام الحوار الإسلامي - المسيحي»، معتبراً أن «البابا شنودة الثالث أمضى مسيرة حافلة في الدفاع عن القضايا العربية وحماية الوحدة الوطنية في مصر حتى استحق بجدارة لقب بابا العرب». وتوجه بالتعزية إلى «الشعب المصري والكنيسة الأرثوذوكسية القبطية في مصر والعالم»، آملاً بأن «يمن على مصر وعلى إخواننا الأقباط بخلف يتابع مسيرة البابا شنودة في تعزيز أواصر الوحدة والحوار بين مختلف أطياف الشعب المصري». إلى ذلك، تقدم رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع بالتعزية من الشعب المصري ولا سيما من الطائفة القبطية الكريمة ورئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر المشير محمد حسين طنطاوي لفقدانهم البابا شنودة الثالث، مشيراً إلى أن «تعاليمه وعظاته وأقواله كانت لنا أكبر إرشاد روحي وستبقى بإذن الله العزاء لنا في غيابه». وشدد على أن «يواصل الأقباط في مصر على مثال البابا شنودة رفض اعتبار أنفسهم أقلية ورفض التدخل الخارجي إيماناً منهم بأن المصريين مسيحيين ومسلمين إخوة في وطن واحد»، لافتاً إلى «أن البابا شنودة الثالث سيظل داخل قلوب الأقباط والمصريين والعرب وسيظل حبه لمصر دائماً وأبداً مثالاً في الوطنية والحق». وعزى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان الشعب المصري عموماً والكنيسة القبطية خصوصاً بوفاة البابا شنودة «الذي خسرت مصر بفقده رجل حوار وانفتاح وحكمة عمل على توطيد عرى التعاون والتلاقي بين مكونات الشعب المصري». قبلان يعزي الأسد وأجرى قبلان اتصالاً هاتفياً بالرئيس السوري بشار الأسد عزاه فيه بضحايا «التفجيرين الإرهابيين في دمشق»، معتبراً أن «هذا العمل الإجرامي استهدف سورية شعباً ودولةً في محاولة جبانة للنيل من أمنها ومنعتها»، ومعرباً عن «ملء الثقة بأن سورية ستخرج من أزمتها أقوى بفعل إرادة شعبها وقيادتها وجيشها».