«حان وقت أن تسحب الأممالمتحدة موافقتها على الإرهاب». لولا أنني قرأت العنوان السابق في مطبوعة ليكودية لقلت إن المقصود سحب الاعتراف بإسرائيل لممارستها الإرهاب ضد الفلسطينيين، وقتلها النساء والأطفال، وما يرافق ذلك من تدمير واحتلال. غير أنني وجدت أن مجلة «كومنتري» الليكودية تريد من الأممالمتحدة أن تلغي قراراً صدر عن وكالة حقوق الإنسان في 15/4/2002 وأعلن «شرعية كفاح الشعوب للاستقلال وتحرير الأرض من السيطرة الاستعمارية والخارجية...». القرار صدر على خلفية مجزرة جنين التي لا يزال هناك خلاف على عدد القتلى فيها، فالأرقام تتراوح بين 50 و 500، والرقم الأقل إسرائيلي طبعاً، والأعلى فلسطيني، وهناك رقم 200 من موظفين دوليين في المنطقة أثناء الهجوم. تزامن ما سبق مع إصدار لجنة الأممالمتحدة لإنهاء التمييز العنصري قراراً يطلب من إسرائيل اتخاذ إجراءات سريعة لوقف سياسة الأبارتهيد والممارسات التي تؤذي جداً الفلسطينيين في الأراضي المحتلة. هو قرار جديد ربما طلب الليكوديون بعد عشر سنوات إلغاءه. إسرائيل دولة فاشستية عنصرية قامت في فلسطين على أساس خرافات توراتية لا يوجد أي آثار في بلادنا تثبت شيئاً منها. أقول إن جميع أنبياء اليهود لم يوجدوا على أرض فلسطين وأطالب علماء المسلمين بفصل أنبياء القرآن الكريم عن أنبياء التوراة، فهؤلاء خرافة وأنبياؤنا حقيقة. الموجود في الحرم الشريف هو المسجد الأقصى، ونعرف في شكل قاطع من أمر ببنائه وتاريخ البناء، وقبة الصخرة المشرفة، وكلاهما مَعْلم إسلامي يعود إلى ضوء التاريخ كالوحي ونزوله. أما خرافات التوراة فكتبت بعد 500 سنة إلى ألف سنة من تاريخ أحداثها المزعومة... يعني مثل أن أراجع والقارئ ما قال لي جدي وجده عن الحروب الصليبية، وهذه عمرها 800 سنة وليس ألفاً. ما كنت لأدخل في جدال ديني لولا أن عصابة إسرائيل لا تتوقف يوماً عن الترويج ل«حق» اليهود في فلسطين. والحقيقة هي أن خزر القوقاز اعتنقوا اليهودية بعد أن حُصِروا بين المسلمين والمسيحيين، وهاجروا إلى أوروبا الشرقية ثم الوسطى وجاؤوا إلينا بدعم أوروبي وأميركي بعد المحرقة النازية، وهم الأشكناز الذين أسسوا إسرائيل. أما اليهود الشرقيون فتاريخهم في بلادنا معروف، وكانوا قبائل وعشائر، ولكن لم تقم لهم مملكة في أي بلد. هل يعقل أن حكومات إسرائيل المتعاقبة منذ 1948، أي منذ 64 سنة، لم تجد أثراً واحداً على الممالك القديمة المزعومة. لا بد أن هناك آثار مقبرة قديمة أو كنيس، ولكن قطعاً لا آثار لقصور أو قلاع، أو تحف يمكن أن تنسب إلى ملك أو مملكة. شخصياً، أقبل دولة فلسطين في 22 في المئة فقط من أرضها، ولا أريد حرباً ولا أريد أن يقتل أحد، وكل حديثي هو عن تزوير التاريخ، فهناك كتب ألّفها أساتذة جامعات إسرائيليون ويهود وعلماء آثار وغيرهم تقول ما أقول هنا، إلا أنني ابتليت بأمة لا تقرأ. ومن التاريخ القديم والكذب على الله وعباده، إلى التاريخ الحديث، وأقرأ العنوان «كيف تُعرّف مؤيداً لإسرائيل؟» في المجلة نفسها «كومنتري» ومقالها ينفي وجود جماعة «إسرائيل أولاً» من الخونة الأميركيين الذين يريدون أن يموت شباب أميركا في حروب إسرائيل. أعرّف مؤيد إسرائيل بأنه ليكودي أميركي من اللوبي إياه أو غيره يقدم مصالح إسرائيل على المصالح الأميركية نفسها، ويدفع المال لشراء أعضاء مجلس الكونغرس الذين باعوا أنفسهم للشيطان الإسرائيلي. كل من يؤيد إسرائيل يؤيد الاحتلال والإرهاب والقتل والتدمير وطرد الفلسطينيين من بيوتهم، أي شريك في الجريمة. الفلسطينيون يؤيدهم القسّ دزموند توتو من جنوب أفريقيا، وإسرائيل يؤيدها الإذاعي الأميركي راش لامباو الذي اختلفت معه طالبة من جورجتاون في الرأي فاتهمها بأنها ساقطة ومومس، وطلب منها عرض نشاطها الجنسي على الإنترنت ليتفرج. لامباو لا يزال يعتذر عن بذاءته، غير أن أنصار إسرائيل الآخرون لا يعتذرون. [email protected]