تشارك جامعات عالمية في 40 بلداً حول العالم في «أسبوع الأبارتهيد الإسرائيلي»، أي التفرقة العنصرية، وهو يشمل محاضرات وأفلاماً وتظاهرات ونشاطاً إعلامياً. في الوقت نفسه أعلن 500 فنان من مونتريال تضمهم جمعية «تضامن» وقوفهم الى جانب الشعب الفلسطيني في نضاله ضد العنصرية الإسرائيلية، وهم يؤيدون حملة مقاطعة إسرائيل وعدم الاستثمار فيها وفرض عقوبات عليها. وتلقيت بياناً يتحدث عن النكبة والاحتلال وسرقة البيوت وانتهاك القوانين الدولية، صيغ بلهجة كالتي نستعملها نحن ضد اسرائيل، ومع ذلك فالغالبية العظمى من تواقيع الأعضاء الخمسمئة هي لأسماء غربية واضحة وتضم يهوداً. لا أحد يهاجم اسرائيل وحكومتها الفاشستية بلهجة وإصرار أشدّ مما أفعل. والنتيجة أن هناك عشرات آلاف الرسائل الليكودية ضدي على الأنترنت. وهذا مع أنني اسجل دائماً نشاط اليهود الانسانيين والجماعات الإسرائيلية التي تدافع عن حقوق الفلسطينيين، وأقول للقارئ إن «أسبوع الأبارتهيد الإسرائيلي» سيفتتح بثلاثة محاضرين كلهم اسرائيليون، وهم الاقتصادي شير هيفر، وعالم السلالات جيف هالبر، والسينمائي شاي كارمل - بولاك، الذي أنتج الفيلم الوثائقي «بلعين حبيبتي». مثل هؤلاء اليهود طلاب السلام يمكن عقد سلام معهم غداً من دون قتل أو تدمير. وأزيد عليهم الكنائس المسيحية، خصوصاً الأميركية، مثل الكنيسة المنهجية والكنييسة المشيخية وغيرهما، فهي ردّت على المسيحيين الصهيونيين من أنصار إسرائيل، وهم قاعدة جورج بوش الانتخابية، بالانتصار للفلسطينيين وحقوقهم، وبمطالبة كل طائفة أتباعها بعدم الاستثمار في إسرائيل ومقاطعة بضائعها. وأخيراً أعلن مجلس الكنائس العالمي في جنيف الذي يضم مئة كنيسة، حملة مماثلة على إسرائيل. وأطالب القارئ أن ينسى وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، فهو صهيوني قديم، ويتذكر أن وزراء خارجية الدول الاسكندينافية يؤيدون الفلسطينيين الى درجة أن بعض المعلّقين الإسرائيليين يهاجمهم وكأنهم أعضاء في حماس. إسرائيل خلفت جنوب افريقيا القديمة كدولة ابارتهيد عنصرية، ونهايتها ستكون مثل نهاية جنوب أفريقيا البيض، مهما بلغت قوتها العسكرية. وعندما يجتمع دعاة سلام اسرائيليون مع فنانين كنديين، ورجال كنائس مسيحية من حول العالم (القس دزموند توتو اتهم اسرائيل بممارسة أبارتهيد ضد الفلسطينيين بأوضح عبارة ممكنة) لا يعود السؤال هل تسقط العنصرية الإسرائيلية، وإنما متى. المتطرفون الفاشيست من أنصار اسرائيل سيقاومون حتى آخر لحظة ويكذبون على الله وعباده، فالذين اخترعوا تاريخاً وممالك وهمية لن يخافوا داعية سلام أو فناناً أو قسّاً، أو وزيراً سويدياً. ولعل آخر مثل عندي على المتطرفين هو مارتن كريمر من برنامج دراسات الأمن القومي في هارفارد، فهو دعا الى حل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين بمنع المعونة عنهم حتى يتوقفوا عن الإنجاب. ولعل كريمر يلقي محاضرة ثانية تدعو الى استخدام الطب (من خصي وتعقيم) لمنع الحمل بين الفلسطينيين، كما أراد هتلر يوماً مع اليهود والغجر وغيرهم. في اسرائيل اليوم عصابة حكم من ليكود وشاس واسرائيل بيتنا لا تشرّف اليهود حول العالم فهي تجمع المتطرفين السياسيين والدينيين. ويكفي أن رئيس الموساد هو مائير داغان، رجل العام الإسرائيلي سنة 2008 الذي شارك آرييل شارون في قتل الفلسطينيين بيديه في القطاع الجنوبي (غزة) في السبعينات، وكان يذبح الأسرى بسكين ياباني، بحسب قول شارون نفسه. هذا الرجل وأمثاله عار على الانسانية كلها، لا اسرائيل وحدها، وهو وراء قتل القيادي من حماس محمود المبحوح ما أدّى الى غضبة عالمية ردّ عليها الليكوديون بمقالات تبرر القتل (محفوظة عندي) لأنهم قتلة وإرهابيون محتملون ينتظرون فرصتهم. وأقرأ لهم كل يوم عن المبحوح أو غيره صفة إرهابي، مع أن اسرائيل أم الإرهاب وأبوه. وكل رئيس وزارة فيها مارس الإرهاب، كما أن كل جندي احتلال هو ارهابي يقتل النساء والأطفال. ثم يحدثوننا عن أطفال سيدروت (أيضاً محفوظ عندي)، وأنا ضد كل هجوم على مدنيين، ولكن في مقابل قتيلين اسرائيليين بصواريخ عبثية في عشر سنوات قتلت اسرائيل 1400 فلسطيني في حربها على قطاع غزة خلال أقل من شهر، وكان بين الضحايا حوالى 450 امرأة وطفلاً، وهذا كله في مقابل 13 اسرائيلياً، أي أن النسبة كانت ألفاً الى واحد. وهي نسبة لم يحلم بمثلها هتلر (أرقامي دائماً من بتسلم، أو المركز الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة). نهاية العنصرية الإسرائيلية حتمية، إلا أنني أخشى أن تؤخر المقاومة الليكودية تحقيقها، ويقع إرهاب بأسلحة دمار شامل ويواجه الشرق الأوسط كله مسّادا (مسعدة) وهي خرافة أخرى كأنبيائهم وممالكهم. [email protected]