واشنطن، كابول - أ ف ب، رويترز - منعت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) أمس، تغطية وسائل الاعلام وقائع عودة جثامين 30 جندياً اميركياً بينهم 25 من عناصر الكوماندوس قتلوا لدى تحطم مروحية من طراز «تشينوك» يرجح بأن مقاتلي حرمة «طالبان» اسقطوها في ولاية وردك شرق افغانستان السبت الماضي، في تراجع عن قرارها الذي اتخذته عام 2009 بإنهاء الحظر على تصوير الكاميرات مناسبات مماثلة. وقالت الناطقة باسم «البنتاغون» الكابتن جين كامبل: «نظراً الى عدم التعرف الى الجثامين حتى الآن، لا يستطيع اقرباء الضحايا اعطاء موافقتهم على مشاركة الاعلام في المراسم. لذا، تقضي سياسة الوزارة عدم السماح بتغطية وصول الجثامين» التي نقلت الى قاعدة دوفر في ديلاوير (شرق). وكان الناطق الآخر باسم «البنتاغون» الكولونيل ديف لابان وصف اول من امس اسقاط المروحية بأنه «حادث معزول لن يؤثر في الاستراتيجية الاميركية او في مجرى الحرب». وزاد: «انصح الناس بعدم الافراط في درس حادث قتالي فردي»، مستبعداً تشكيله «منعطفاً حاسماً او تغيراً في وضع الوضع الدفاعي لطالبان». وتعهد الرئيس الاميركي باراك أوباما بالمضي قدماً في استراتيجية الحرب الافغانية، وقال: «ستواصل قواتنا العمل الشاق لنقل المسؤولية الى حكومة افغانية اقوى، وضمان الا تكون افغانستان ملاذاً آمناً للارهابين». اما وزير الدفاع ليون بانيتا فصرح: «على رغم فداحة الخسارة سيكون الأمر اكثر مأسوية اذا سمحنا بخروج افغانستان من مسار الجهود التي نبذلها لهزيمة تنظيم القاعدة وحرمانه من ملاذ آمن». في المقابل، انتقدت جمعية صحافيي «البنتاغون» القرار، معتبرة انه «يتعارض مع المصلحة العامة»، علماً ان الحادث الذي ادى ايضاً الى سقوط 8 جنود افغان شكل الخسارة الافدح للقوات الاجنبية منذ بداية النزاع الافغاني نهاية عام 2001. ويؤكد الجدل اهمية الصورة المرتبطة بالحادث، في وقت يتراجع تأييد الشارع الأميركي للحرب في افغانستان. وكانت صور النعوش العائدة من حرب فيتنام تسببت في صدمة لدى الرأي العام الأميركي، وأدت عام 1991 الى اصدار قرار بمنع وسائل الاعلام من تصوير هذه المناسبات. وطبقت ادارة الرئيس السابق جورج بوش هذا القرار، خصوصاً خلال الحرب في العراق التي تراجعت شعبيتها مع ارتفاع عدد القتلى الأميركيين وصولاً الى حوالى 4500 جندي، علماً ان أكثر من 1500 جندي أميركي قتلوا في أفغانستان منذ نهاية 2001. ميدانياً، قتلت «طالبان» أربعة مدنيين خطفتهم قبل يومين في ولاية فرح (غرب)، فيما شهدت ولاية قندهار (جنوب) اشتباكات بين الحركة والقوات الاجنبية الافغانية المشتركة التي حاصرت بلدة زارتاري حيث اجتمع عناصر من الحركة. وفي ولاية هيرات (غرب)، قتل شرطي أفغاني لدى تعرض سيارته لإطلاق نار أثناء توجهه إلى منزله.