اعلن أندريه باروبي، رئيس مجلس الأمن القومي الأوكراني، مقتل جنود لم يحدد عددهم في اشتباك اندلع على بعد نحو 20 كيلومتراً من جنوب مدينة دونيتسك (شرق) التي يسيطر عليها انفصاليون موالون لروسيا. وتوقع زيادة الهجمات في فترة ما قبل الانتخابات المقررة الأحد «لأن ايديولوجية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تهدف الى تعطيلها». وكانت مصادر أمنية تحدثت عن سقوط 8 قتلى في دونيتسك. وأوضح باروبي أن مسلحين فتحوا النار على نقطة تفتيش تابعة للجيش قرب بلدة فولنوفاخا، مشيراً الى حصول هجومين آخرين في بلدتي ستانيتسا وقرب كراسنودون. الى ذلك، افاد حرس الحدود الأوكراني بأن قواته أحبطت محاولة نفذها عشرات الانفصاليين المسلحين بقاذفات قنابل وبنادق لدخول مدينة لوغانسك ليلاً من روسيا، ما اوقع جرحى في صفوفه. لكن وزارة الطاقة الأوكرانية اعلنت سيطرة متمردين موالين لروسيا على اربعة مناجم للفحم في المدينة ذاتها، ومطالبتهم العمال بتزويدهم متفجرات. في كييف، أفرجت الاستخبارات عن الصحافي البريطاني غراهام فيليبس الذي يعمل لحساب قناة «روسيا اليوم» الإنكليزية، بعد 36 ساعة على توقيفه. ولا يزال صحافيان روسيان يعملان في موقع «لايف نيوز» الإلكتروني الروسي محتجزين في كييف منذ نهاية الأسبوع الماضي. وكتب الصحافي البريطاني الذي كانت طالبت مجموعات موالية لكييف في الأسابيع الأخيرة بطرده من البلاد، على «تويتر»: «عملي نظامي، ولا اتهامات ضدي أو اجراء طرد، ولم يوجه لي أحد أي ضربة، والسلطات الأوكرانية عاملتني بطريقة لائقة». وبعد اطلاقه، ابلغ «روسيا اليوم» انه أوقف لدى التقاطه صوراً في مركز مراقبة قرب ماريوبول (جنوب شرق)، وقال: «حين علموا انني اعمل لروسيا اليوم ساء الوضع، وصادروا اغراضي وبدأوا استجوابي بدقة». وهو نقل بعد توقيفه الى ثكنة للجيش في زابوريا (شرق)، قبل تسليمه الى القنصلية البريطانية في كييف. وبررت اجهزة الأمن الأوكرانية اول من امس توقيف الصحافي البريطاني، بوجوده في مواقع محظورة على الصحافيين خلال سير عملية «مكافحة الإرهاب» ضد المتمردين الموالين لروسيا. في روسيا، اعلنت السلطات ان الحكومة الموقتة في أوكرانيا صعّدت عملياتها المسلحة شرق البلاد، واتهمتها بالتقاعس عن تنفيذ اجراءات تهدف الى انهاء الأزمة. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش: «لم تتوقف كييف بل زادت عملياتها العقابية ضد شعبها، وتقصف مدناً في شرق أوكرانيا». وزاد: «تعرضت بلدات في محيط مدينة سلافيانسك بمنطقة دونيتسك لقصف بقذائف هاون، ما أدى إلى سقوط ضحايا مدنيين». واعتبر أنه «يصعب تصور إجراء انتخابات في دولة تشهد عمليات قمع ضد جزء من الأقاليم». ورأى لوكاشفيتش أن سلطات كييف لا تزال غير مستعدة أو راغبة في تنفيذ اتفاق جنيف الذي وقع في نيسان (ابريل) الماضي، وقضى بإنهاء العنف ونزع السلاح عن التشكيلات المسلحة غير الشرعية، وكذلك خريطة الطريق التي اقترحتها منظمة الأمن والتعاون الأوروبية لتسوية أزمة اوكرانيا. في بروكسيل، قال الأمين العام للحلف الأطلسي (ناتو) أندرس فوغ راسموسن: «نرى نشاطاً محدوداً للقوات الروسية قرب حدود اوكرانيا، ما قد يشير الى استعداد قوات روسية للانسحاب، وهو خطوة اولى على الطريق الصحيح لتأكيد احترام موسكو تعهداتها الدولية. وأفادت وزارة الدفاع الروسية بأنها اعادت الى ثكناتها اول من امس 4 قوافل عسكرية عبر السكك الحديد تضم مدرعات وأسلحة، كما نقلت 15 طائرة من طراز «ايل 76» جنوداً في اطار الانسحاب من الحدود. على صعيد آخر، طالبت روسيابريطانيا بتقديم «توضيحات رسمية» لتصريحات نسبت الى الأمير تشارلز وصف فيها الرئيس بوتين بالزعيم النازي ادولف هتلر. وأفادت وزارة الخارجية الروسية: «هذه التصريحات لا تليق بملك مقبل».