وجد نحو ألف مسلم فلسطيني فروا من القصف الاسرائيلي الذي دمر حيهم في مدينة غزة مأوى لهم في مبنى نادراً ما يدخلونه وهو مبنى كنيسة الروم الأرثوذكس الذي يرجع تاريخ بنائه الى القرن الثاني عشر الميلادي. وعلى رغم الجدران السميكة التي يرجع تاريخها الى فترة الصليبيين، لا تمثل كنيسة القديس "بروفوريوس" ملاذاً آمناً تماماً. اذ قصفت طائرة اسرائيلية بعد قليل من وصول الفارين حقلاً قريباً لتتساقط الشظايا المتطايرة على الكنيسة وتلحق أضراراً بالمقابر. لكن الاطفال الذين جاؤوا من حي الشجاعية حيث قتل نحو 72 فلسطينياً كثيرون منهم اطفال ونساء أثناء المعارك بين القوات الاسرائيلية وناشطين من "حماس" يوم الاحد كانوا مشغولين بلعب كرة القدم في الفناء اليوم الثلثاء. وتابعت الأمهات أطفالهن وهن جالسات على حشايا ومقاعد بلاستيكية قدمتها الكنيسة كما قدمت لهم ايضا الطعام والاغطية واللعب. وقال كبير الاساقفة الكسيوس لوكالة "رويترز" بينما كانت اصوات الاطفال الصغار تسمع خارج مكتبه في الكنيسة: "فتحنا الكنيسة من اجل مساعدة الناس. هذا هو واجب الكنيسة ونحن نفعل ما في وسعنا لمساعدتهم". وقال رئيس اقلية الروم الارثوذكس في غزة وهي أكبر طائفة مسيحية في المنطقة إنه "في البداية كان يوجد 600 شخص واليوم وصل العدد الى 1000 معظمهم من الاطفال والنساء. بعض هؤلاء الاطفال عمرهم اسبوع". ويقيم نحو 1400 مسيحي فقط (من الارثوذكس والكاثوليك والبروتستانت) بين أكثر من 1.8 مليون مسلم مما يعني انهم يشكلون 0.8 في المئة من عدد السكان في قطاع غزة المزدحم بالسكان.