دمشق - أ ف ب - أكدت اطراف من المعارضة في الداخل السوري خلال لقائهم الموفد الدولي الخاص كوفي انان في دمشق «ضرورة التزام السلطة بتعهداتها وقف استخدام العنف للتأكد من حسن نواياها قبل البدء بالعملية السياسية». وقال رئيس المكتب الإعلامي في «هيئة التنسيق لقوى التغيير الديموقراطي» في سورية عبد العزيز الخير، لوكالة فرانس برس: «لا يمكن الحديث عن اي عملية سياسية قبل وقف اطلاق النار وتأمين الإغاثات الإنسانية وإطلاق المعتقلين السياسيين وسحب القوات العسكرية من مختلف المدن والبلدات في البلاد». وأضاف: «تجب معالجة التبعات التي ترتبت على المعالجة الامنية والعسكرية التي لجأ اليها النظام منذ بداية الاحتجاجات الشعبية قبل عام، وجملة اجراءات اخرى ضرورية لخلق مناخ يوفر فرصة حقيقية لنجاح العملية السياسية». واشار الى انه ابلغ انان ان «كل حديث لبدء عملية سياسية في البلاد قبل القيام بذلك هو وهم، لأن النظام لا يتعاطى ابداً مع الشأن السياسي ولا يرى سوى المعالجة العسكرية والقمع للتحركات الشعبية». وذكر رئيس تيار بناء الدولة السورية المعارض لؤي حسين، لوكالة فرانس برس، أن «السلطة السياسية هي العائق الأساس أمام أي عملية سياسية، فهي استمرت في استخدام العنف ورفضت جميع المبادرات، كما انها لم تف بوعودها». واضاف حسين أن «وفاء السلطة بوعودها بالعفو عن المعتقلين السياسيين» وعدم استخدام «العنف المفرط في قمع المحتجين» يشكلان «عملية تحقق من النوايا لإثبات انها جادة في طرحها العملية السسياسية». واكد حسين ان ذلك لا يعتبر شروطاً للبدء بالحوار، بل عملية تحقق من النوايا. فيما اوضح الخير ان «التفاوض لا يمكن ان يجري الا مع الذين لم تتلوث ايديهم بالدماء والفساد. اما الذين تلوثت ايديهم... فمكانهم هو القضاء والمحاكم لينالوا جزاءهم العادل». وأشار الى ان التفاوض يكون «على مرحلة انتقالية يتم بموجبها رسم خارطة طريق بين الوضع الراهن والنظام الديموقراطي الذي يريده السوريون». وأكدت الهيئة امام الموفد الخاص «ضرورة العمل بالسرعة القصوى لان الوضع لا يحتمل أي تاخير... بسبب وجود أوضاع كارثية في أكثر من منطقة جراء القصف الوحشي واستخدام الآليات والمدافع الثقيلة لضرب المناطق السكنية». وأشار الخير الى ان «مجموعة من شباب الحراك الثوري رافقوا الهيئة وأطلعوا أنان على الواقع الميداني في عدد من المناطق السورية». وكان انان دعا «المعارضة السورية الى ان تأتي (بجميع اطيافها) لتعمل معنا من اجل البحث عن حل يحقق طموحات الشعب السوري». من جهة أخرى، رأت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية امس، أن مهمة انان لن تجنى ثمارها وستذهب من دون جدوى، وهذا ما أكده عدد من المعارضين السوريين في الخارج. وأشار عدد من المعارضين السوريين إلى أن انان سيبذل مجهوداً طائلاً لتحقيق السلام في سورية والوصول للحل الأمثل لنهاية الأزمة «من دون فائدة». واستشهد بعض النشطاء بعدم نية النظام في التوصل إلى حل من خلال الحملة التي شنها على إدلب. وقالت الصحيفة إن مهمة انان تُعد آخر جهد دولي «هش» لوقف القتال في سورية خاصة في ظل حملة الاعتداءات ومحاولات قوات النظام التخلص نهائياً من المعارضة. وقال برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري، إن انان «خاطر» بهدر أشهر عدة في ما أسماه جهود وساطة بلا جدوى، مثلما فعل المبعوثون السابقون. وانتقد غليون، الذي ألقت جماعته بثقلها في الأسابيع القليلة الماضية وراء المقاومة المسلحة ضد النظام، انان لقوله إن الأزمة السورية في حاجة إلى حل سياسي وإن «مزيداً من العسكرة من شأنه أن تيجعل الوضع أسوأ». وأضاف غليون: «أن هذا النوع من التعليقات مُخيب للآمال ولا يعطي الكثير من الأمل للأشخاص الذين يُذبحون في سورية كل يوم». فيما قال ياسر طبارة، مستشار الأمين العام في المجلس الوطني الأعلى، إن انان «لن ينجح في مهمته لأن نظام الأسد أوضح مراراً وتكراراً من خلال أفعاله أنه لا مصلحة له في التوصل إلى تسوية سياسية».