أكد أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز أن مطالب طالبات جامعة الملك خالد ستتحقق في القريب العاجل، وأنه تم تشكيل لجنة للوقوف على مسببات المشكلة، لترفع إليه تقاريرها في أقرب وقت، مشدداً في الوقت نفسه على عدم السماح بالمظاهرات والاعتصامات، وأنه سيتم التعامل معها بشدة من أجل المحافظة على الأمن. وقال الأمير فيصل بن خالد في تصريحات صحافية خلال جولته في كلية التربية والآداب للبنات في جامعة الملك خالد في أبها أمس، للوقوف على الموقع الذي شهد الأحداث الأخيرة جراء تجمع طالبات: «اطلعت في هذا اليوم على بعض الأضرار والتخريب الذي حصل للأسف من بعض الطالبات اللاتي لهن بعض المطالب المحقة، وهذا من حقهن من دون أدنى شك، وسنعمل مع إدارة الجامعة لتحقيق هذه المطالب وتأمينها في جميع كليات ومرافق الجامعة، كما أن هناك بعض الطلبات مبالغ فيها، وهذه لن ينظر فيها بطبيعة الحال». وأضاف: «أمرت بتشكيل لجنة قبل يومين وباشرت اللجنة أعمالها، وسترفع لي خلال الأيام المقبلة ما وصلت إليه، وسأدرسه دراسة وافية، وأنا متأكد بأنه سيسمع الجميع ما يسرهم»، مشيراً إلى أن اللجنة مكونة من الإمارة والجامعة والجهات الأمنية وهيئة الرقابة والتحقيق وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعدد من الجهات ذات العلاقة. وتابع: «اطلعت على ما كتب ونشر في عدد من المواقع الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، وعلمت بأنه توجد حملة على الجامعة، فمن له مطالب أو ملاحظات فعليه التوجه إلى الجهات ذات العلاقة والمعنية وأنا مكتبي وبيتي وهاتفي مفتوح للجميع ومن له حق سيأخذ حقه بعيداً عن الطرق العشوائية التي لا تخدم إلا من يريد زعزعة أمن هذه البلاد». وعن تجمع الطالبات في مكان واحد وفي وقت واحد داخل حرم الجامعة، قال: «الدولة لن تسمح بأي حال من الأحوال بالإخلال بأمنها، وستتعامل معه بكل شدة وحزم ولن نلتفت إلى المخربين الذين يستغلون بعض الأمور في التغرير في بعض الشباب أو الشابات، ولن نتساهل إطلاقاً مع كائن من كان في أن يعبث بأمن هذه البلاد، فالأمن مسؤولية الدولة، ومن دونه سيضيع كل شيء، والدليل ما نراه من حولنا في بعض الدول فعندما ضاع الأمن فيها ضاعت». وعما تداولته بعض وسائل الإعلام عن دخول رجال الهيئة والأمن داخل الحرم الجامعي، قال: «أؤكد أنه لم يحدث إطلاقاً دخول لأفراد الأمن أو رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بل فقط النساء هم من كانوا بالداخل»، ووعد الجميع بالتعامل بكل شدة مع من يحاول العبث بالأمن في جزء من أجزاء منطقة عسير، وأنه لا مكان للتجمعات والاعتصامات والمظاهرات في هذا البلد. وكانت «الحياة» نشرت أول من أمس عن الموضوع، بأن المجمع الأكاديمي في مدينة أبها شهد الأربعاء الماضي تجمع طالبات في كليات التربية للبنات في منطقة عسير، بسبب عدم استجابة إدارة جامعة الملك خالد لعدد من مطالبهن، ما أدى إلى إصابة عشرات الطالبات، وتدخل فرق الإسعاف التي عالجت 31 طالبة في مقر المجمع ونقلت 22 طالبة إلى مستشفيات المنطقة. وكان المتحدث الرسمي باسم هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقة عسير عوض الأسمري حمّل مسؤولي الجامعة مسؤولية ما حدث وقال: «الطالبات يطالبن منذ ثلاثة أيام بحقوق وقضايا مهمة كان من الواجب أن تنظر إليها الجامعة بعين الاعتبار، والطالبات صبرن فترة طويلة، ما تسبب في حدوث الشغب، ولولا التزام الطالبات بالحشمة والوقار واحترامهن للقيم الاجتماعية لوصل الأمر إلى أخطر من ذلك». واختلفت وجهات نظر طالبات في سبب ما حدث في كليات التربية للبنات في منطقة عسير، إذ قالت إحدى الطالبات اللاتي كن موجودات في مبنى الكلية وقت حدوث المشكلة (تحتفظ «الحياة» باسمها): «فوجئنا قبل يومين بطالبات ملثمات يحدثن فوضى، واعتقدنا أن الأمر طبيعي، لكن أمراً ما حدث أمس وحصل زحام جراء الفضول لمعرفة ما يجري، تبعه تدافع في أروقة الكلية»، مشيرة إلى أنها لم تسمع عن مطالبات للطالبات. وذكرت طالبة أخرى (فضلت عدم ذكر اسمها)، أنها سمعت كغيرها من الطالبات عن مطالبات بتغييرات شاملة في الجامعة تطاول أسلوب الإدارة وغيرها «لكننا كطالبات لم نطالب بشيء ولا نعلم من ينشر هذه الإشاعات». وأضافت أن الزحام الذي حدث أمس كان سببه فضول الطالبات للاستماع إلى طالبات أحدثن فوضى. لكن طالبات وأولياء أمور اتهموا إدارة جامعة الملك خالد بانتهاجها أسلوباً عقيماً ومركزياً أساء إلى أدائها خلال الفترة الأخيرة. وذكرت إحدى الطالبات (تحتفظ «الحياة» باسمها) أن الأسلوب الأكاديمي المتبع في الجامعة ابتعد تماماً عن الرؤية الحديثة للتعليم الجامعي، مشيرةً إلى أن الطالبات لا يشعرن بأنهن في منارة علمية بل يجدن الإهانة والمركزية في القرارات حتى في إضافة المواد والاستفسار من القبول والتسجيل. فيما أكدت طالبة أخرى أن أعضاء هيئة التدريس يتحدثن مع الطالبات بطريقة غير جيدة، ولا يحتوين الطالبات المطالِبات بعدد من القضايا المهمة، مشيرة إلى أن شكاوى طالبات وصلت إلى مكتب المشرفة على الكلية لكنها لم تلقَ أي اهتمام أو متابعة. واعتبرت أن بعض عضوات هيئة التدريس غير مؤهلات للتحدث مع الطالبات ويمارسن ضغوطاً على الطالبات ويلقين الأوامر فقط أو يهددن طالبات بالرسوب ويجري استغلال أخطاء الطالبات وتضخيمها. وقال المواطن حسن العسيري إن الجامعة حرصت على تجهيز المباني ودعم بعض أعضاء هيئة التدريس القدامى من خلال برامج مكلفة للغاية، ولم يستفد منها الطلبة، منتقداً عدم السعي لتحسين الأداء في مباني كليات التربية للبنات في المنطقة التي افتقدت لعناصر عدة، أهمها السلامة والتجهيزات التعليمية وأعضاء وعضوات هيئة تدريس قادرون على تحقيق تطلعات أبناء وبنات الجامعة، على حد قوله.