هناك توافق بين العمل في النادي الملكي ريال مدريد وبين العمل في النصر السعودي، وقبل أن يستفز البعض من هذا التشبيه، يجب أن نشير إلى اختلاف في الكثير من أوجه العمل والطموحات والامكانات، لكن كل هذا لا يلغي موضوع التشبيه مع وجود تلك الفوارق. ان العمل النصراوي الذي يقوده الشاب المتحمس الأمير فيصل بن تركي، عمل راق، فالرجل جاء بكل إمكاناته وطموحاته وآماله، مثل ما فعل رئيس ريال مدريد تحديداً، فهما يريدان البطولات والإنجازات وأن يكون كل منهما في المقدمة، وسط الكثير من الخطط وضخ الموازنات والعمل مع متخصصين والاستفادة من الآراء ذات التوجه العلمي التي تعطي في النهاية نتائج إيجابية، والعمل الجاري الآن في الناديين هو عمل نموذجي ويحمل أساليب متعددة تقف في المنتصف تحديداً، أي ان مسألة النجاح قد تحتاج إلى مزيد من الوقت، لذلك يجب مراعاة الكثير من الأمور، فاللاعبون الكبار والنجوم العالميون الذين جلبهم ريال مدريد قد لا يضعون النادي الملكي في مقدمة الدوري الإسباني المقبل من الوهلة الأولى، وهو ما يجب التأكيد عليه في الجانب النصراوي، فالنصر قد لا يكون بطلاً في الموسم المقبل، لكن الأكيد انهم سيجدون أنفسهم من أقوى المنافسين على بطولات الموسم، وهذا إن حدث يعني للمتابع الكثير وسيكون دليلاً على أن العمل النصراوي أصبحت نتائجه ممتازة، وبمعنى آخر أن عمل الأمير فيصل بن تركي سيصب في خانة التخطيط السليم، ولكن ما يجب التأكيد عليه في هذا الأمر، أن مسألة النجاح القصوى لا يمكن لها أن تقاس بزمن محدد وهذا هو أهم ما في الأمر. ان وجود مثل هذه العموميات في النصر أو في ريال مدريد أو في أي ناد آخر هو الفارق في خلق بطل ينافس بقوة من دون تحديد وقت المنافسة وأين، المهم أن يكون العمل بهذا الحجم وهو ما يريح المحبين والمتابعين ويزيد من آمالهم في تخطي الفوارق التي في الأندية الأخرى، وصحيح أن إعادة فريق بحجم النصر إلى الواجهة والمنافسة تتطلب الشيء الكثير لا يمكن لأي مختص تحديده مادياً وزمنياً، فقد يكون من الموسم المقبل، وقد يتطلب ذلك سنوات، الأهم ان تكون الإرادة قائمة وأن لا يتسلل الإحباط والملل للقائمين على الشأن النصراوي، لكن مع هذا يجب ان يكون هناك عمل متكامل يصب في مصلحة تاريخ النصر العريق، النادي الذي سيخطو أول خطوات المستقبل الجديد بدءاً من الموسم المقبل، كل ما نتمناه ان يكون الملف التطويري والخطط المستقبلية الذي بحوزة الأمير فيصل بن تركي، هو ملف متكامل، عمل يرتكز على جعل النصر في المقدمة ليس في كرة القدم فحسب، بل في الألعاب كافة، فما المانع يا سيدنا الكريم أن يكون هذا هو التوجه؟ وصحيح أن هذا موضوع ممل وقديم ولم تعد الأندية تقاس إلا بكرة القدم، لكن كل الجماهير النصراوية وهذا أملها بكل تأكيد تريد أن ترى ناديها مختلفاً عن كل الأندية الأخرى، ومن يتصدى لهذا الأمر محل ثقتها وأملها فلابد من ان يكون أحد رموز النصر في عهده الجديد من خلال ما سيقدم لهذا النادي. [email protected]