بكين - أ ف ب - سلطت اعمال العنف في اقليم شينغيانغ الصيني ذي الغالبية المسلمة الأضواء على التوترات الإتنية في بلد يعد 1.3 بليون نسمة ويضم 56 مجموعة قومية اكبرها الهان التي تمثل اكثر من 90 في المئة من عدد سكانها. ورأت ساره ماكدوال، المحللة في مؤسسة «آي اتش اس غلوبال انسايت» ان الصدامات تقلق جداً بكين، خصوصاً على صعيد احتمال امتدادها الى اقليات اخرى لديها هواجس الأويغور نفسها». وأشارت الى ان استراتيجية الحكومة المركزية لنقل السكان الى مناطق الأقليات تثير شكوكاً بأنها تهدف فعلياً الى اخضاع الأقليات لهيمنة الهان»، والذين ارتفعت نسبتهم في شينغيانغ من 6 في المئة العام 1949 الى اكثر من 40 في المئة اليوم(2009). وجاءت الاضطرابات في شينغيانغ بعد نحو سنة من الاضطرابات الدامية في لاسا عاصمة اقليم التيبت، حين طارد شبان تيبتيون آخرين من الهان، في ظل تنامي الشعور باضطهاد هويتهم الثقافية وممارستهم الدينية. وأعلن جيانغ ونران، استاذ العلوم السياسية في جامعة البرتا الكندية ان بكين تواجه مشاكل جدية لتحسين الطريقة التي يتعامل بها الهان مع الأقليات في انحاء البلاد. ويعتبر محللون ان التخوم الغربية للصين التي تضم شينغيانغ والتيبت تشكل التحديات الأكثر خطورة بالنسبة اليها، فيما تسود توترات مناطق اخرى مثل منغوليا الداخلية في الشمال والتي تتمتع بحكم ذاتي ايضاً. لكن بكين تملك ايضاً سياسة خاصة للتخطيط الأسري لمصلحة اقلياتها التي يسمح لأتباعها بإنجاب اولاد بعدد غير محدود، فيما لا يحق لعدد كبير من الهان الا انجاب ولد واحد. كما تنتهج سياسة «التمييز الإيجابي» بالنسبة الى مرشحي الأقليلات لاختبارات الدخول الى الجامعات. كذلك، استثمرت السلطات كثيراً في مناطق الأقليات، ما رفع اجمالي الناتج الداخلي في شينغيانغ من 116.86 بليون يوان (12.3 بليون يورو) عام 1999 الى 352.32 بليون يوان (37 بليون يورو) عام 2007، لكن ليس في مستوى معيشة السكان الأصليين أو الهان». ولفتت ساره ماكدوال الى ان التوترات الإتنية لن تهدد سلطة الحزب الشيوعي على المدى القصير، «لكنها «تشكل تهديداً متزايداً للقيادة الصينية في فترة الأزمة الاقتصادية الحالية والبطالة المرتفعة».