قال وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنير لدى وصوله الى دمشق امس ان بلاده «استعادت علاقات الثقة» مع سورية، لافتاً الى ان العلاقات بين دمشق وباريس «انجزت الكثير» في الفترة الاخيرة وان «الأميركين لم يعد لديهم الشكوك» تجاه دمشق. وترأس كوشنير امس اجتماع السفراء الفرنسيين في منطقة الشرق الاوسط بحضور نحو 20 سفيراً، بينهم الناطق باسم وزارة الخارجية اريك شوفاليه الذي وافقت دمشق على تعيينه سفيراً بدلا من ميشل دوكلو، اضافة الى بوريس بوالون مستشار الرئيس الفرنسي الذي عين «سفيراً فوق العادة» في بغداد خلفاً لجان فرانسو جيرو الذي كان عمل في دمشق، اضافة الى مستشار وزير الخارجية كريستوف بيغو الذي سيعمل ايضاً في المنطقة. ويتوقع ان يلتقي كوشنير كبار المسؤولين السوريين اليوم لإجراء محادثات تتناول العلاقات الثنائية والأوضاع في الشرق الاوسط، وذلك بعد ايام على الزيارة التي قام بها الأمين العام للرئاسة كلود غيان والمستشار الديبلوماسي جان دافيد لافيت واللقاء مع الرئيس بشار الاسد. واعلن كوشنير في حديث مع صحيفة «الوطن» السورية ينشر اليوم إن زيارته دمشق تأتي ضمن «المشاورات المنتظمة بين بلدينا، اذ استعدنا علاقات الثقة مع سورية منذ زيارة الرئيس الأسد فرنسا (في تموز الماضي) وزيارات الرئيس نيكولا ساركوزي وأنا شخصياً سورية» العام الماضي، مشيراً الى ان العام الحالي يتضمن استحقاقات مهمة «سواء على صعيد عملية السلام او التطورات التي تشهدها العراق وإيران ولبنان». وعلم ان كوشنير ارجأ المؤتمر السنوي للسفراء الذي كان مقرراً نهاية الشهر الماضي كي يتسنى له ترؤس الاجتماع في دمشق لإعطاء اشارة سياسية قوية عن مدى تحسن العلاقات السورية - الفرنسية. وعن العلاقات بين دمشقوواشنطن، قال كوشنير انها «تحسنت تدريجياً، اذ أتى مبعوثون أميركيون إلى دمشق، كما ستعيد واشنطن سفيرها إليها. من جهتها، قامت سورية ببعض البوادر وعبرت في شكل إيجابي عن مواقف (باراك) أوباما. طبعاً، لا تؤدي هذه البوادر والتصريحات واللهجة الجديدة إلى تسوية كل الخلافات، لكنها تذهب في الاتجاه الصحيح، خصوصاً مع آفاق إحياء عملية السلام». وزاد: «الأميركيون لم يعد لديهم الشكوك التي كانت موجودة سابقاً في شأن مسعانا قبل عام من الآن (مع سورية)، على العكس، اذ عبروا عن اهتمام بنهجنا»، مجدداً ان «السلام الحقيقي في الشرق الأوسط لا يكون عادلاً ودائماً إن لم يكن شاملاً وتضمن تسوية على المسار السوري الإسرائيلي».