أكد الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصر الله أن «كل المعطيات العقائدية والفكرية والواقعية والسياسية والمعنوية والميدانية، تؤكد، وعلى ضوء السنن والقوانين، أننا دخلنا زمن الانتصارات وغادرنا زمن الهزائم»، وقال: «سنبقى نواجه المشروع تلو المشروع الذي يهدف الى تصفية القضية الفلسطينية وفي قلبها القدس، وعلى محوريتها سيرسم مستقبل هذه المنطقة أي بكلمة واحدة: قولوا لي (أين القدس) أقل لكم أين ستكون المنطقة». وكان نصرالله يتحدث في كلمة بثت عبر الشاشة في افتتاح «ملتقى إعلان القدس عاصمة فلسطين والعرب والمسلمين» أمس، عن الواقع الحالي للقدس، مذكراً بأن «هناك جهوداً حثيثة لإعلانها عاصمة أبدية لما يسمى بالشعب اليهودي في العالم. وهناك مشروع أو اقتراح قانون يُدرس في كنيست العدو»، مشدداً على أن القدس «كانت طوال التاريخ محوراً أساسياً للصراع في المنطقة، وعليها كانت كذلك أيضاً في القرن الماضي وما زالت وستبقى كذلك في المستقبل، ومن أجل السيطرة عليها قسمت هذه المنطقة ب «سايكس بيكو»، ومن أجل إحكام السيطرة عليها خطّط دائماً لمشاريع جديدة كان آخرها مشروع الشرق الاوسط الجديد الذي أسقطته حركات المقاومة ودول الممانعة». وأشار الى أن القدس «تتعرض لحملة تهويد منظمة، وأيضاً تتعرض فيها مقدسات المسلمين والمسيحيين إلى الإهانة والتدنيس من جهة، وإلى خطر التخريب والتدمير والمسح من جهة أخرى، كما يتعرض سكانها الأصليون والتاريخيون إلى عملية تهجير وإقصاء». واعتبر أن «كل فلسطيني وعربي ومسلم ومسيحي يتحمل مسؤولية تجاه هذه المدينة المقدسة وتجاه مستقبلها وهويتها ومصيرها»، مؤكداً أن «جميعاً سنسأل ونحاسب كأفراد وأمة وجماعات، ماذا فعلنا للقدس ولفلسطين وفي مواجهة هذا التحدي؟». وأضاف: «أغلبنا من الجيل الذي بلغ سن التكليف بعد 1967، يعني بعد احتلال القدس وضياعها، وبالتالي لسنا شركاء في تحمّل مسؤولية ضياعها واحتلالها، لكننا بالتأكيد نتحمل جميعاً مسؤولية بقائها تحت الاحتلال الى اليوم، وسنُسأل، وعلى كل فرد منا وكل جماعة منا وكل تنظيم وحركة وحزب وتيار وجمعية ومؤسسة وعشيرة وقبيلة وشعب وقطر أن يُعدّ جواباً يوم القيامة عما قدَّم وفعل وما أنجز على طريق تحريرها واستعادتها». وقال ان «هناك تحديات أخرى يجب مواجهتها يومياً وبكل الوسائل المتاحة، أعني الدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، والحفاظ على أهلها من التشريد والتهجير ومواجهة تهويد القدس، وهذا يمكن إنجازه من خلال برامج موضوعة ومدروسة». وأكد أن «خيار التفاوض لاستعادة القدس ليس واقعياً، لأنه وبمعزل عن الموقف من مبدأ المفاوضات، وبمعزل عن الموقف من عملية التسوية ككل، ولو سلمنا جدلاً بأن التفاوض مع العدو يمكن أن يجد حلاً لقسم من الأرض الفلسطينيةالمحتلة، أو لجزء من اللاجئين الفلسطينيين أو غيرها من القضايا المطروحة، إلا أن من المحسوم أن القدس لا مكان لها في هذا السياق، بسبب الاجماع الإسرائيلي على التمسك بها عاصمة موحدة لدولة إسرائيل»، مؤكداً ان «ليس هناك مجال للتفاوض، فهو غير قابل أن يفاوض عليها، لا على القدسالشرقية ولا على المسجد الأقصى». وقال: «التبني الغربي والأميركي المطلق لإسرائيل وأمنها وتفوقها العسكري اعتبره الرئيس أوباما قبل أيام التزاماً مقدساً، اي ارتقى بهذا الالتزام من مستوى الالتزام الاستراتيجي أو السياسي أو الانساني إلى مستوى القداسة، اي غير قابل للنقاش، ولم نسمع أحداً من حلفاء وأصدقاء أميركا والمراهنين عليها في العالم العربي والإسلامي علق بكلمة واحدة على هذا الالتزام المقدس. هذه الحقيقة التي لا نقاش فيها لا تبقي أمام الشعب الفلسطيني ومعه الأمة بأجمعها، سوى خيار المقاومة والجهاد المسلح». وأكد أن «التحولات الكبرى في المنطقة، والتي كان لحركات المقاومة في إنجازها وفي صنعها نصيب وافر، والتحولات الكبرى الجارية في العالم على أكثر من صعيد، تجعلنا نشعر بأننا أقرب إلى تحقيق هدف تحرير القدس من أي زمن مضى»، معدداً امثله منها: « صمود الشعب الفلسطيني خلال كل العقود السابقة على رغم ما تعرض له من حروب ومخاطر وعمليات إبادة وتشريد، ورفضه للاستسلام وللتسويات وللشروط الإسرائيلية. العجز الدولي وحتى العربي الرسمي عن تصفية القضية الفلسطينية وبالتالي بقاء هذه القضية حية حاضرة قوية في الوجدان والمعادلات والميادين. سقوط نظام الشاه وقيام الجمهورية الإسلامية في إيران، المساندة بالمطلق لهذا الحق الفلسطيني والعربي والإسلامي. انتصارات وإنجازات المقاومة في لبنان وفلسطين وأخيراً في العراق. التحول الكبير في مصر، والذي اعتبره الصهاينة زلزالاً يهدد وجود كيانهم. التحول الكبير في العراق الذي يستطيع أن يلعب دوراً مركزياً في هذا الصراع، كما نعلق نحن في هذا المجال آمالاً كبيرة، على القوى العراقية وعلى المقاومة العراقية، وعلى الشعب العراقي. ضعف وتراجع الولاياتالمتحدة والدول الغربية عموماً وعلى أكثر من صعيد ومستوى. التحولات داخل كيان العدو، الثقافية والمعنوية والنفسية والعسكرية والسياسية. ثبات محور المقاومة من إيران إلى سورية إلى حركات المقاومة في مواجهة كل التحديات. فشل التسوية وعمليات التطبيع. قبول الأمة لخيار المقاومة، واقتناعها بجدواه أكثر من أي زمن مضى، واستعدادها للمضي في هذا الطريق كما أثبتت السنوات الماضية». ورأى أنه «مكتوب لهذه الأمة أن يجري عليها ما جرى على الأمم السابقة، القوانين والسنن الإلهية والتاريخية التي حكمت الأقوام السابقين تحكمنا»، معتبراً أنه «انقضت الأربعون عاماً، ووُلدت من رحم المعاناة والتحديات والتحولات الكبرى أجيال جديدة تؤمن بأن الجهاد باب من أبواب الجنة وبأن طريق المقاومة هو طريق العزة والكرامة والتحرير والنصر».