نفى وزير الخارجية المصري سامح شكري وجود أي بنود سرية للمبادرة المصرية أو أوراق أخرى غير الورقة التي أعلنتها القاهرة في 14 الجاري، مشيراً إلى أن كل ما يردده بعض قيادات «حماس» عن وجود بنود أخرى تتعلق بنزع سلاح الحركة «عار تماماً من الصحة، وهو محض كذب وهراء، ولا يعبر عن الدور التاريخي الذي تلعبه مصر من أجل القضية الفلسطينية». وأضاف شكري ل «الحياة» أن مصر تواصلت مع عدد من قيادات «حماس» قبل إطلاق المبادرة، موضحاً أن ضغوطاً مورست على الحركة لاتخاذ قرار برفض المبادرة. وأكد أن فرض السيادة المصرية على معبر رفح أمر لا تقبل مصر بطرحه على طاولة النقاش مهما كانت العواقب. وقال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» موسى أبو مرزوق (مقيم في القاهرة) ل «الحياة» إن الحركة لم ترهن موقفها من المبادرة المصرية على صدور قرار مصري بفتح معبر رفح، ولم يتم طرح الأمر داخل الغرف المغلقة، وما أثير في شأنه مجرد تعبير عن تطلع الشعب الفلسطيني لمساعدة مصرية بتخفيف حدة الحصار المفروض عليه. ومن المقرر أن يجري الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اليوم في القاهرة محادثات مع الرئيس عبدالفتاح السيسي في محاولة لوضع حد للأوضاع المتدهورة في غزة وارتفاع عدد القتلى والمصابين، كما يعقد جلسة محادثات يعقبها مؤتمر صحافي مشترك مع شكري في مقر الخارجية مساء اليوم. واعتبر الناطق باسم وزارة الخارجية بدر عبدالعاطي أن زيارة بان تأتي في إطار التأييد الدولي للمبادرة المصرية ووضع حد للتصعيد في الأراضي الفلسطينية. وأكد ل «الحياة» أن مصر عادت قبلةً لكل المسؤولين والقادة باعتبارها ركيزة في كل القضايا الإقليمية، خصوصاً القضية الفلسطينية، مشدداً على أنه لا حلّ للأزمة من دون مصر. وأوضح أن مصر حقّقت توازناً نسبياً في المبادرة التي أطلقتها لوقف إطلاق النار، مشيراً إلى أن إسرائيل وافقت على كل بنود المبادرة وفتح المعابر. وأضاف أن وزير الخارجية المصري ونظيره الأميركي جون كيري أجريا ما يزيد على ثمانية اتصالات هاتفية منذ بدء العدوان على غزة. وعلمت «الحياة» أن كيري خلال اتصال بنظيره المصري أمس طلب زيارة القاهرة وترتيب موعد لإجراء محادثات عن الأوضاع في غزة. وذكر الناطق باسم الخارجية أن شكري أجرى اتصالات هاتفية مع عدد من وزراء الخارجية العرب والأجانب شملت كلاً من وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي، ووزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن حمد آل خليفة، وكبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، ووزير الخارجية الألماني فرانك شتاينماير. وأضاف أن هذه الاتصالات ركزت على التشاور حول وقف فوري للنار في إطار المبادرة المصرية التي تحظى بدعم عربي ودولي واسعين. إلى ذلك، استدعت القاهرة القائم بالأعمال التركي لديها لإبلاغه رسالة احتجاج شديدة اللهجة ضد تصريحات رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان الذي وصف السيسي ب «الطاغية»، علماً أن شكري وصفها بأنها تجاوزت كل الأعراف الدولية. تنديد بالعدوان ودانت وزارة الخارجية المصرية في بيان أمس التصعيد الأخير في غزة وحي الشجاعية، كما جددت وقوف مصر حكومة وشعباً إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق. واعتبر الأمين العام للجامعة العربية، الدكتور نبيل العربي أن ما يتعرض إليه حي الشجاعية في غزة من عمليات قصف وحشي وهجوم بري إسرائيلي هو بمثابة جريمة حرب بحق المدنيين الفلسطينيين، وتصعيد خطير للأوضاع ينذر بأفدح العواقب. ودعا إلى الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين الفلسطينيين، مؤكداً أن إسرائيل تتحمل المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة الرهيبة التي أودت بحياة العشرات من المدنيين الفلسطينيين الأبرياء. وأكدت مدير إدارة الصحة والمساعدات الإنسانية في الجامعة العربية الدكتورة ليلى نجم أن الجامعة تعمل على التنسيق بين الجهات المختلفة ووزارة الصحة الفلسطينية من أجل وصول المساعدات الطبية اللازمة إلى غزة. من جهة أخرى، قال مسؤول في معبر رفح الحدودي إن السلطات المصرية قررت تمديد العمل بالمعبر أمس أمام إدخال المساعدات الإنسانية والطبية وتنقّل العالقين على الجانبين واستقبال الجرحى الفلسطينيين نتيجة العدوان الإسرائيلي على القطاع للعلاج في مصر. وأضاف أن مندوب الهلال الأحمر الفلسطيني في معبر رفح تسلم من نظيره المصري 17 طناً من الأدوية والمواد الغذائية مهداة من الهلال الأحمر التونسي لسكان قطاع غزة.