أعادت القاهرة التشديد على أن المبادرة المصرية الخاصة بوقف إطلاق النار في قطاع غزة تنص في شكل واضح على رفع الحصار الذي تفرضه السلطات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني في القطاع، مؤكدة أن «الفقرة الثالثة تنص بوضوح على فتح المعابر وتسهيل حركة عبور الأشخاص والبضائع عبر المعابر الحدودية». يأتي ذلك في رد جديد على أن المبادرة متكاملة و «لا تسعى فقط إلى وقف العنف، وإنما تشمل فك الحصار وفتح المعابر، والتوجه نحو مفاوضات سياسية». وعلمت «الحياة» أن الأجهزة المعنية قررت توجيه الدعوة إلى رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل لزيارة القاهرة في إطار الجهود الرامية إلى إقناع الحركة بقبول المبادرة المصرية. وقال مسؤول إنه تقرر اتخاذ هذه الخطوة عقب فشل الاجتماع الذي عقده الرئيس محمود عباس (أبو مازن) مع نائب رئيس المكتب السياسي للحركة موسى أبو مرزوق الأربعاء الماضي في القاهرة في إقناع «حماس» بقبول المبادرة المصرية. وأضاف أنه في حال زيارة مشعل القاهرة، واستعداد «حماس» للتفاعل مع مبادرة وقف النار، سيتم توجيه الدعوة إلى مسؤولين إسرائيليين لزيارة القاهرة للبدء في التحرك نحو تنفيذ اتفاق وقف النار، وما يستتبعه من خطوات أخرى نحو التهدئة. فابيوس في هذه الأثناء، أكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن وقف النار في غزة أمر «عاجل وملح»، معرباً عن دعمه للمبادرة المصرية عقب استقبال الرئيس عبدالفتاح السيسي له أمس، وقبل أن يغادر إلى الأردن وإسرائيل. وقال: «ندعم كلياً جهود مصر». وندد بسقوط حصيلة بشرية كبيرة للغاية، وقال إن من الضروري وقف النار «من أجل وقف دوامة أعمال العنف وحماية السكان المدنيين». وأكد أن الأولوية المطلقة هي لوقف النار «لكن، يجب ضمان تهدئة دائمة تأخذ بالحسبان حاجات إسرائيل في مجال الأمن والمطالب الفلسطينية». وشدد وزير الخارجية المصري سامح شكري على أن القاهرة لا تعتزم تعديل مبادرتها، وقال في مؤتمر صحافي مع فابيوس إن المبادرة تلبي احتياجات الطرفين، وبالتالي سنستمر في طرحها، ونأمل في أن تحظى بموافقتهم في القريب العاجل. وتلقى شكري اتصالاً هاتفياً من نظيره الإيراني محمد جواد ظريف مساء الجمعة قدم خلاله شرحاً مفصلاً لعناصر المبادرة المصرية وما تنص عليه من فقرات واضحة تطالب بوقف النار لحقن دماء الفلسطينيين، فضلاً عن فتح المعابر وتسهيل حركة الأشخاص والبضائع عبر قطاع غزة ووضع آلية محددة للتنفيذ وفقاً لتوقيت زمني واضح. وشدد على أن الهدف الأساسي لهذه المبادرة هو وقف أعمال القتل اليومية في غزة. وذكر الناطق باسم وزارة الخارجية أن شكري تناول خلال الاتصال الجهود المكثفة التي تبذلها مصر بالاستجابة للاحتياجات الإنسانية للشعب الفلسطيني، خصوصاً في ما يتعلق باستقبال الجرحى والمصابين نتيجة الغارات وتوفير العلاج لهم بالمستشفيات المصرية، إضافة إلى توفير المساعدات الإنسانية لهم سواء الأغذية أو الأدوية أو المهمات الطبية من خلال فتح معبر رفح. ودعا إيران إلى تأييد المبادرة المصرية باعتبارها السبيل الوحيد لحماية الأبرياء من الشعب الفلسطيني ووقف سفك الدماء المستمر والعمليات العسكرية وتصعيدها. كما التقى شكري أمس نائب وزير خارجية اليابان نوبو كيشي وبحثا في الأوضاع الملتهبة في قطاع غزة. وكثف الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي خلال اليومين الماضيين اتصالاته ومشاوراته مع عدد من الأطراف العربية والدولية بهدف وقف الانتهاكات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني ودعم المبادرة المصرية وضمان تنفيذها، إذ أجرى اتصالاً مع الرئيس عباس بحث خلاله سبل إنهاء العدوان الإسرائيلي على غزة، والعمل على تنفيذ المبادرة المصرية، وكذلك دعم طلب الرئيس الفلسطيني الذي قدمه للأمم المتحدة بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني. كما أجرى العربي اتصالات مع كل من شكري، ووزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح، وكذلك مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري، وفابيوس، ووزيرة الخارجية الإيطالية فيديريكا موجيريني بصفة إيطاليا الرئيسة الحالية للاتحاد الأوروبي، وسفير سويسرا في القاهرة لدعم طلب فلسطين بعقد مؤتمر عاجل للدول السامية المتعاقدة على اتفاقات جنيف الأربع بهدف إجبار إسرائيل على الالتزام باتفاقية جنيف الرابعة والقانون الدولي في ظل عدوانها وانتهاكاتها المستمرة ضد الشعب الفلسطيني، لضمان حماية الشعب الفلسطيني والأراضي الفلسطينيةالمحتلة. واستنكر رئيس البرلمان العربي أحمد بن محمد الجروان بشدة الجرائم الصهيونية الأخيرة ضد الشعب الفلسطيني، خصوصاً تلك التي تستهدف الأطفال الفلسطينيين في قطاع غزة، وآخرها التي أودت بحياة أربعة أطفال على شاطئ غزة وثلاثة أطفال آخرين أثناء لعبهم فوق سطح منزلهم. واستهجن الصمت الدولي المطبق على مثل هذه الجرائم المتوحشة ضد كل ما هو إنساني أو أخلاقي، داعياً مجلس الأمن إلى القيام بدوره والتدخل العاجل لوقف هذه المجازر.