أقرت إسرائيل بعد اجتماع متواصل للمجلس الوزاري المصغّر عقدته بعد مقتل أربعة من جنودها في عملية تسلّل عبر الأنفاق، توسيع عمليتها البرية في غزة حتى أربعة كيلومترات وأعطيت التعليمات للجيش بفتح النيران على كل الأحياء والمباني الواقعة على مسافة 700 متر إلى كيلومترين من الحدود. ودخل لواء جولاني الى القطاع لينضم الى الألوية العسكرية التي توغلت في غزة منذ انطلاق عملية "الجرف الصامد". وأعلن وزير الاستخبارات يوفال شطاينتس، قبل دخوله الى جلسة الحكومة الإسرائيلية ان العملية العسكرية ستنتهي بالسيطرة الكاملة على قطاع غزة، وبرأيه، فإن حركة "حماس" غير ناضجة اليوم لوقف إطلاق النار. واعتبر المجلس الوزاري العمل على تدمير الأنفاق حدثاً استراتيجياً كبيراً لا يقل أهمية عن وقف إطلاق الصواريخ. وصرح وزراء ان إسرائيل تملك الوقت ولا حاجة للإسراع لإنهاء العملية، فيما واصل وزير الدفاع موشيه يعلون لهجة التهديد، قائلاً: "من يحاول تشويش حياتنا فإن دمه في رأسه، ومن يمارس الإرهاب ضد إسرائيل، سنضربه بقوة ونتسبب له بالندم على عمله، وستتواصل العملية طالما احتاج الأمر، وحتى يعود الهدوء والأمن لإسرائيل". أما رئيس أركان الجيش بيني غانتس فمنح تعليمات لجيشه "لتنظيف المنطقة"، مضيفاً: "يجب اكتشاف فتحات الأنفاق. بالنسبة لكم هذه حرب، فأنتم تدخلون الى هذه العملية، لديكم أعداء، ولديكم هدف". ووصف عسكريون إسرائيليون العملية التي نفذتها "حماس" وأدّت إلى قتل الجنود ب"الاستراتيجية"، إذ تمكنت من اجتياز الحدود بين كيبوتس "عين هشلوشا" وكيبوتس "باري". وفي التحقيقات الأولية للجيش الإسرائيلي، تبين ان "حماس" هي التي نفذت العملية، وأنه كان يفترض أن تركّز على موقعين للجيش في المنطقة. وأظهرت التحقيقات أن المسلحين خرجوا من النفق على بعد 300 متر من السياج الحدودي داخل إسرائيل، وبعد إدراكهم بأن الموقعين الإسرائيليين خاليان من الجنود، بقوا في الأراضي الإسرائيلية، ولسبب غير واضح تبين انهم خلعوا الدروع الواقية وألقوها مع القنابل التي كانت في حوزتهم. وتابعت الرواية الإسرائيلية، أن قوة عسكرية وصلت بعدها إلى المكان للمراقبة، واستغل المسلحون الفرصة وهاجموا احدى الآليات العسكرية بصاروخ مضاد للدبابات. ووقع تبادل للنيران بين الجانبين، وقتل احد المسلحين، فيما تمكن البقية من العودة الى القطاع، وفق الجيش الإسرائيلي. وقال الجيش إن الاشتباك مع القوة العسكرية منع وقوع عملية أكثر خطورة. وعثر في موقع تسلل المسلحين على أصفاد تدل على أنهم كانوا ينوون تنفيذ عمليات خطف. ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مسؤول إسرائيلي قوله إن "حماس أعدت لتنفيذ عملية استراتيجية ضخمة في إسرائيل، كان من شأنها تدمير الاستيطان اليهودي في محيط غزة والتسبب بعدم تجرؤ أحد على السكن في المنطقة المستهدفة"، مضيفاً أنه على الرغم من الخسائر القاسية، فإن عملية "الجرف الصامد"، تتقدم جيداً وعدد الأنفاق التي اكتشفناها يفوق ما خططنا له". وتابع المسؤول أن "الهدف الفوري هو كشف وتدمير الأنفاق التي تصل الى البلدات الإسرائيلية. وعندما يُكشف المزيد منها، يرتسم حجم التهديد الاستراتيجي الذي خططت له حماس. لقد بنوا منظومة متطورة من الأنفاق والمخابئ التي هدفت الى تحقيق احد غرضين: اما تسلل عشرات المحاربين الى بلدة إسرائيلية او لتنفيذ عمليات خطف. عُثر في حوزة المسلحين القتلى على حقن ومواد مخدرة، ما يدل على انهم خططوا لعمليات خطف مشابهة لعملية غلعاد شليط، ولكن بنسبة عشرة اضعاف منها." من جهته، يعتبر مسؤول كبير في المجلس الوزاري المصغر انه "لو لم تتوغل إسرائيل برا لكنا سنجد انفسنا بعد شهر او شهرين في ليلة كوابيس"، قائلاً إنه "لو وقعت عملية استراتيجية وسقط خلالها عشرات القتلى، لتأثّر الاستيطان اليهودي في محيط غزة بشكل كبير". في مجال متّصل، حذرت جهات سياسية رفيعة من توسيع العملية البرية خلال الأيام القريبة، والزج بمزيد من جيش الاحتياط في غزة، لكن أحد المسؤولين أكّد "نحن نقصد ما نقوله في ما يتعلّق بأن كلّ الخيارات مطروحة على الطاولة، وحتى اولئك الذين عارضوا في المجلس الوزاري العملية البرية يفهمون حيوية الأمر"، مضيفاً "من حظنا أن حماس لم توافق على وقف إطلاق النار، على اعتبار أننا لو لم ننفّذ هذه العملية الحيوية، لكنّا سنعيش مع قنبلة موقوتة تحت أقدامنا". ويتبيّن من مختلف التقارير التي نشرتها الصحف الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي أصيب منذ التوغل البري بعدد كبير من الإصابات وصل حتى 23 جندياً، ثلاثة منهم في حالة خطيرة وستة بحالة حرجة. واليوم أعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة "حماس" أنها "قتلت 14 جندي إسرائيلي بعد استدراج قوة مؤللة حاولت التقدم شرق حي التفاح شرق قطاع غزّة إلى كمين محكم معدّ مسبقاً، ما أدّى إلى تدميرها بالكامل".