شدّد وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيلله أمس في برلين على أهمية العلاقات القائمة بين بلده والمملكة العربية السعودية، ودعا إلى تطويرها على مختلف الصعد. وقال فيسترفيلله في كلمة أمام سفراء ورؤساء بعثات المملكة في أوروبا المجتمعين في العاصمة الألمانية إن حكومته «تولي اهتماماً خاصاً لتطوير العلاقات مع السعودية على المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية والعلمية، وتعمل على رعايتها وتعزيزها لما فيه مصلحة البلدين وشعبيهما». وأضاف أن برلين «تقدر جداً النهج المهم الذي يتبعه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في السياستين الداخلية والخارجية بهدف توحيد الموقف العربي وتحقيق المزيد من الرخاء لشعبه». وبدأت أمس في برلين جلسات الاجتماع الاقليمي الثالث لرؤساء البعثات السعودية في القارة الأوروبية في مقر سفارة المملكة بحضور وزير الدولة للشؤون الخارجية في وزارة الخارجية السعودية الدكتور نزار بن عبيد مدني وكبار مسؤولي الوزارة و28 سفيراً ورئيسا للبعثات السعودية. وتطرق فيسترفيلله إلى الأوضاع الحالية في الدول العربية ومنطقة الشرق الأوسط ككل فأعاد التأكيد على أن المنطقة «جارة مباشرة لأوروبا، وبالتالي فان أمنها واستقرارها متلازمان مع أمن أوروبا واستقرارها سياسياً واقتصادياً». وبعدما أثنى على «ثورات التحرر من الاستبداد والديكتاتورية» التي عرفت باسم «الربيع العربي»، ندّد بالمجازر التي يرتكبها النظام السوري ضد شعبه. وقال إن حكومته تدعم بقوة العقوبات التي أقرها الاتحاد الأوروبي ضد دمشق، وعلى اتصال مع الحكومة التركية للبحث في كيفية إيصال مساعدات طبية وإنسانية إلى اللاجئين والجرحى السوريين. وستنتهي مداولات الاجتماع الاقليمي اليوم بصدور توصيات عنه تحدد العمل اللاحق للبعثات. وألقى وزير الدولة مدني كلمة شدد فيها «على الاهتمام أكثر بشؤون المواطنين السعوديين في الخارج». وإذ لفت إلى أن الاجراءات التي أقرت في الاجتماع الاقليمي الثاني في الرياض «لم تتحقق كما طالب بها وزير الخارجية الامير سعود الفيصل»، قال إن المطلوب «إصدار توصيات محددة تأخذ طريقها إلى التنفيذ». وشدد سفير السعودية في ألمانيا الدكتور أسامة شبكشي على الدور المتنامي لألمانيا في أوروبا في مختلف المجالات، معتبراً إلقاء فيسترفيلله كلمة في الاجتماع الاقليمي «لفتة مهمة غير مسبوقة».