وصل كوفي عنان موفد الأممالمتحدة والجامعة العربية الخاص للأزمة في سورية إلى نيويورك أمس للقاء الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لبحث الأزمة الإنسانية والسياسية في ذلك البلد، ولإجراء مشاورات مع الدول الأعضاء المعنين بالأزمة في سورية. ومن المقرر أن يبقى عنان يومين في الأممالمتحدة، على أن يتوجه بعد ذلك إلى القاهرة للقاء الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ثم إلى دول أخرى في المنطقة بحسب بيان من الأممالمتحدة لم يذكر تفاصيل حول ماهية الدول أو المسؤولين الذين سيلتقيهم عنان في المنطقة. والتقى عنان عدداً من وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي وإيران هذا الأسبوع على هامش اجتماع مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف لبحث الوضع الإنساني، بخاصة في حمص. وعين أنان الذي يقيم قرب جنيف منذ انتهاء ولايته كأمين عام للأمم المتحدة في كانون الأول (ديسمبر) 2006، يوم الخميس الفائت موفداً خاصاً للمنظمة الدولية والجامعة العربية في سورية. ووجه الديبلوماسي الغاني يوم الجمعة نداء لتعاون جميع الأطراف بهدف وضع حد للعنف والتوصل إلى حل سلمي للأزمة. يأتي ذلك فيما أفاد ديبلوماسيون أن الولاياتالمتحدة تعد لمشروع قرار سيركز على دخول المساعدة الإنسانية إلى المدن السورية، و «سيقول إن الحكومة هي سبب الأزمة»، مشيرين إلى أن الاتصالات مستمرة حول النص. وتأمل الدول الغربية في أن يقنع التركيز على الأزمة الإنسانية روسيا والصين بالامتناع عن استخدام حق النقض في مجلس الأمن لتعطيل تبني القرار، كما حصل ضد مشروعين سابقين. وإذا طرح هذا النص للتصويت، فسيكون الثالث الذي تحاول الدول الغربية تمريره في مجلس الأمن الدولي خلال الأزمة المستمرة منذ أحد عشر شهراً. وكانت بريطانيا وفرنسا وألمانيا قادت الجهود بدعم عربي في القرارين الأخيرين اللذين منعت روسيا والصين تبنيهما باستخدامهما الفيتو. وصرح ديبلوماسي أن «مشروع القرار هذا سيركز على دخول المساعدة الإنسانية إلى المدن لكنه سيقول إن الحكومة هي سبب الأزمة». وقال ديبلوماسي آخر: «حالياً هناك مجرد اتصالات في شأن النص»، موضحاً أن المسودة «لم ترسل إلى كل أعضاء مجلس الأمن الدولي ولا نعرف متى سيحدث ذلك». وكان وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه صرح أول من أمس أن فرنسا تأمل في أن توافق روسيا والصين على قرار لمجلس الأمن حول سورية لغايات محض إنسانية. وقال إن «مجلس الأمن يدرس حالياً قراراً لوقف إطلاق النار بدوافع إنسانية ووصول مساعدة إنسانية إلى المواقع الأكثر عرضة للتهديد. يمكننا أن نأمل في ألا تستخدم روسيا والصين الفيتو ضد هذا النص». وأوضح الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو بعد ذلك أن «النص المطروح يقضي خصوصاً على وقف العنف والدخول الفوري ومن دون عراقيل» للمساعدة الإنسانية «إلى المواقع الأكثر عرضة للتهديد والسكان الأضعف». وقال ديبلوماسيون إن العمل على مسودة القرار بدأ بعد مؤتمر «أصدقاء سورية» الذي عقد في تونس. وقد حضره وزراء خارجية غربيون وعرب والمعارضة السورية، لكن تغيبت روسيا والصين ولم تدع إليه دمشق. وقال ديبلوماسيون في الأممالمتحدة إن نظراءهم الصينيين يبدون غير مرتاحين من الفيتو الذي استخدم، خصوصاً أن الجامعة العربية تبنت موقفاً متشدداً من سورية. وصرح أحد هؤلاء الديبلوماسيين: «بعد عرقلة القرار الأخير، أكد الصينيون للدول العربية أن تصويتهم كان ضد مبدأ تغيير النظام وليس ضد الجامعة العربية».