رجحت مصادر ل «الحياة» أن ترتفع أسعار التبغ في السعودية خلال الأسبوع المقبل بنسبة تصل إلى 16 في المئة، وعزت السبب في ذلك إلى احتمال زيادة الضرائب، مؤكدة أن الموضوع سرّب إلى الموزعين الفرعيين الذين عمموه على نقاط البيع. لكن موزعين أشاروا إلى أن الزيادة الجديدة جاءت من الشركات المستوردة ولم تنتج عن ضرائب حكومية جديدة وأشارت المصادر إلى أن الأنباء عن احتمال رفع أسعار الدخان أدت إلى زيادة كبيرة في الطلب لدى الموزعين الفرعيين ونقاط البيع، الذين توقعوا زيادة في الأسعار مع بداية العام. وبيّنت المصادر أن الزيادة المتوقعة تصل إلى ريالين (53.3 سنت) لكل علبة سجائر، إذ سترتفع الأسعار لتصل إلى 10 ريالات للعلبة، وهو سعر لا تزال تنظر إليه جمعيات مكافحة التدخين على أنه متدنٍ للغاية مقارنة بالأسعار في أوروبا وأميركا حيث يصل سعر العلبة إلى 40 ريالاً. وتأتي الخطوة لتحدث قفزة في السوق المحلية حيث تقدر الدراسات أن عدد مستهلكي التبغ يتجاوز 6.2 مليون شخص. وكانت الأسعار ارتفعت العام الماضي لتصل إلى ثمانية ريالات لعلبة السجائر، بعد رفع الأسعار من الشركات الأم. ويتوقع أن يتسبب رفع أسعار السجائر في السعودية إلى تراجع الطلب، في حين يجرى الإعداد لقرار رفع الأسعار إلى 10 ريالات تبعاً لأنواع السجائر ونسبة القطران والنيكوتين وأول أوكسيد الكربون فيها. يشار إلى أن موضوع التبغ نوقش على أكثر من صعيد من بينها مجلس الشورى الذي طالب بعض أعضائه بأن لا تقل نسبة الرسوم على التبغ عن 300 في المئة مع إصدار نظام لمكافحة التدخين يطبق في المملكة على مراحل. جمعيات وأشار رئيس فرع «جمعية مكافحة التدخين السعودية» في المنطقة الشرقية، صالح العباد، إلى أن نسبة الزيادة البسيطة غير كافية، مشدداً على المطالبة بأن يكون حدها الأدنى 100 في المئة. وكانت وزارة الصحة حددت الخسائر المادية لعلاج الأمراض الناتجة عن التدخين بأكثر من خمسة بلايين ريال سنوياً. ووفقاً لإحصاء سابق صادر من «جمعية القلب السعودية» فإن عدد المدخنين في المملكة بلغ 6.2 مليون شخص من أصل 18 مليوناً. وتوقعت أن يصل عدد المدخنين إلى 10 ملايين بحلول عام 2020، مبينة أن ما يزيد على 50 في المئة من المدخنين هم من الشباب. ورأى عدد من ملاك محال بيع التبغ في تصريحات إلى «الحياة»، أن مثل هذه الخطوة سيكون لها انعكاس ملحوظ سواء على المستهلك أو البائع. فأيمن الأهدل، وهو بائع في أحد المحال، ذكر أن خطوة كهذه ستقلل «من عدد المستهلكين، خصوصاً أن ارتفاع الأسعار سيجعل الاستهلاك غير متاح على الطريقة القديمة». وأوضح أن المتضرر الأكبر سيكون «المدخنين بشراهة أو الذين اعتادوا ارتياد المقاهي يومياً». ولم يخفِ الأهدل أن خطوة كهذه ستساهم في خفض «استهلاك الشريحة الأكبر للتبغ، وهي شريحة المراهقين الذين لا يملكون السيولة التي تغطي هذا الارتفاع». أما عبدالعظيم محمود قلم يخفِ تخوفه من أن تكون هذه الخطوة «سبباً في كساد السوق، وقلة الطلب، وإجبار أصحاب المحال الذين يعانون من ارتفاع الإيجارات إلى إغلاق متاجرهم والتوجه إلى مهن أخرى». لكن سيد مندوري يرفض هذا الرأي، لافتاً إلى أن خبرته في سوق التبغ توحي له بقراءة أخرى. ويرى أن الارتفاع لو حدثت «ومهما وصلت الأسعار فهي لن تتسبب إلا في انخفاض في الطلب، وخصوصاً في الأشهر الأولى». وقال «لكن تكرار هذا الارتفاع على المدخنين أمر طبيعي لذلك ستنشط السوق في ما بعد، وستكون حالتها مشابهة للوضع الآن»، مبيناً أن سوق التبغ السعودية «تعيش حالة من زيادة في الطلب بسبب الأسعار المنخفضة».