قتل وجرح عشرات المدنيين في ثالث تفجير لسيارة مفخخة في الشارع الرئيسي في مدينة دوما خلال بضعة أسابيع، في وقت استمر التوتر بين «جيش الإسلام» وتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) في الغوطة الشرقية. كما بدأت بوادر مواجهات بين فصائل إسلامية و «جبهة النصرة» في حلب شمالاً. وقال نشطاء معارضون إن 11 شخصاً و25 جرحوا بتفجير سيارة مفخخة في سوق مدينة دوما، في حين أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأنه «سمع دوي انفجار عنيف في مدينة دوما ناجم من انفجار سيارة مفخخة، ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص بينهم أطفال ومعلومات عن سقوط عدد آخر من الشهداء والجرحى بينهم مواطنات وأطفال». ويأتي التفجير بعد إصدار 9 فصائل إسلامية بياناً انتقدت فيه «داعش». وجاء في البيان: «بعد العدوان والبغي الذي قام به فصيل ما يسمى «الدولة الإسلامية في الشام والعراق»على المجاهدين والمرابطين في الجبهات مستبيحين دماءهم ودماء عامة المسلمين، قررت التشكيلات العسكرية العاملة جنوبدمشق دعوة المقاتلين في هذا التشكيل لتسليم سلاحهم والعودة إلى جماعة المسلمين»، إضافة إلى «حل ما يسمى تشكيل «الدولة الإسلامية في العراق والشام في جنوبدمشق وسحب السلاح من الفصيل المذكور ووضعه تحت وصاية الهيئة الشرعية وخضوع كل من تلوثت يداه بدماء المسلمين لمحاكمة عادلة». في الغضون، نفذ الطيران الحربي 9 غارات على أطراف بلدات شبعا ودير العصافير وزبدين ومناطق في بلدة المليحة في الغوطة الشرقية، وفق «المرصد»، الذي أفاد بأن «اشتباكات عنيفة دارت بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومقاتلي حزب الله اللبناني من جهة ومقاتلي جبهة النصرة ومقاتلي الكتائب الإسلامية من جهة أخرى في بلدة المليحة ومحيطها، ترافق مع قصف قوات النظام مناطق في البلدة ومزارعها. وقتل عنصر من مقاتلي حزب الله اللبناني في اشتباكات مع الكتائب الإسلامية وجبهة النصرة». في وسط البلاد، دارت «اشتباكات عنيفة بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني من جهة ومقاتلي جبهة النصرة ومقاتلي الكتائب الإسلامية من جهة أخرى على الجهتين الجنوبيةوالشرقية لبلدة مورك، ما أدى إلى مقتل مقاتل من الكتائب الإسلامية، وسط قصف قوات النظام مناطق في البلدة، كما تعرضت أطراف بلدة طيبة الإمام لقصف من قبل قوات النظام»، بحسب «المرصد». وقال نشطاء إن قوات النظام تسعى إلى السيطرة على مورك لقطع الطريق على مقاتلي المعارضة حول معسكري الحامدية ووادي الضيف قرب بلدة معرة النعمان في ريف إدلب المجاورة لحماة. وقالت شبكة «سمارت» المعارضة إن مقاتلي «الجيش الحر» استعادوا السيطرة «على كتيبة الدبابات في مدينة مورك بعدما خسروها في معارك عنيفة مع قوات النظام». وشن الطيران أكثر من 30 غارة على مورك وألقى الطيران المروحي خمسة «براميل متفجرة». وفي شمال شرقي البلاد، سمع دوي انفجار على أطراف مدينة الحسكة ناتج من انفجار عبوة ناسفة في سيارة. وهاجم مقاتلو «وحدات حماية الشعب الكردي» تلة واقعة بين قريتي عالية والعامرية في الريف الغربي لبلدة تل تمر، كان يتمركز فيه «الدولة الإسلامية» ما أدى إلى مصرع 5 مقاتلين من «الدولة الإسلامية» واثنين من «وحدات حماية الشعب». وأوضح «المرصد» أن الأهالي في دير الزور واصلوا امس النزوح «جراء القصف المستمر من قبل قوات النظام على مناطق في الريف الغربي». وأضاف: «استمرت الاشتباكات بين مقاتلين من بلدة الخريطة ومقاتلي الدولة الإسلامية والكتائب المبايعة لها من طرف، وقوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني من طرف آخر، في منطقة عين البوجمعة ما أدى لمصرع مقاتل من الدولة الإسلامية وسيطرة الكتائب الإسلامية ومقاتلي الدولة الإسلامية على المنطقة عقب إجبارها قوات النظام على الانسحاب إلى أطراف بلدة عياش». في حلب شمالاً، رفضت تشكيلات في «الجيش الحر» انسحاب «جبهة النصرة» من جنوب حلب وبدء مقاتليها بهجمات على مقاتلي المعارضة تحت عنوان «ضرب المفسدين في الأرض». وأضافت في بيان أن تصرفات «النصرة» ما هي إلا «نقضاً لاتفاق قضى بإرسال قوة تدخل سريع لإنقاذ حلب». وكان بين الموقعين «حركة حزم» و «الفرقة 13» و6 فصائل أخرى. وقالت «حزم» في بيان منفصل إنها تلتزم «سلامة المواطنين السورين في المناطق المحررة، ومحاسبة أي فصيل أو مقاتل ينتهك حقوقهم عبر الهيئات الشرعية والمدنية الفاعلة والتزام اتفاق إنقاذ حلب» إضافة إلى «دعوة جبهة النصرة بالتوجه إلى حلب فوراً واعتبارنا أي اعتداء على الجيش الحر في المناطق المحررة من دون العودة إلى الهيئات الشرعية والمدنية الفاعلة، اعتداء علينا ويؤدي إلى انحراف الثورة عن مسارها، وسيتم الرد عليه بشكل فوري وحاسم».