سيطر مقاتلو المعارضة السورية امس على قرية السمرا في محافظة اللاذقية ومخفر بحري تابع لها في شمال غرب البلاد، غداة سيطرتهم على بلدة كسب ومعبرها الحدودي مع تركيا، في وقت دارت مواجهات بين قوات نظام الرئيس بشار الأسد ومقاتلي المعارضة في حلب شمالاً وإدلب في شمال غربي البلاد. وفيما افاد «المرصد السوري لحقوق الانسان» بسيطرة مقاتلي المعارضة على السمرا وبث معارضون فيديو اظهر مقاتلين قرب البحر المتوسط، نفى مصدر امني سوري لوكالة «فرانس برس» سيطرة المقاتلين على القرية، مشيراً الى ان القوات النظامية «توجّه ضربات قاصمة» لمقاتلي المعارضة. وقال مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس»: «سيطر عناصر كتائب اسلامية مقاتلة بينها جبهة النصرة، بعد منتصف ليل الاثنين - الثلثاء، على قرية السمرا في ريف اللاذقية، ومخفر حدودي على الشاطئ التابع لها، بعد معارك عنيفة مع القوات النظامية». وأشار الى تواصل المعارك العنيفة اليوم في محيط القرية. وتقع قرية السمرا في منطقة جبلية على مقربة من الحدود التركية، وتمتد حتى ساحل البحر المتوسط. وقال مصدر امني سوري ل «فرانس برس» إن «منطقة السمرا عبارة عن واد بين جبلين (...) وهناك ممر يفصل بينهما ولا توجد مقرات عسكرية فيه». وأكد ان «القوات السورية (هي) حاكمة لهذا الممر مئة في المئة، ولا يمكن السيطرة على المنطقة لأن السيطرة هي في يد الموجود فوق الجبل» في اشارة الى القوات النظامية. وقال ناشطون معارضون ان مقاتلي المعارضة «حرروا مرصد ال 45 في جبل التركمان بعد عمليّة انتحارية حيث تم قتل عشرات من قوّات الأسد، والشبّيحة، كما تمّ استحواذ عربة شيلكا ومدفع 120 ورشاشات». وأشاروا الى ان المرصد «نقطة استراتيجية لقوات الأسد، إذ إنها تجمع رئيس يقوم بقصف القرى المحررة في ريف اللاذقية في شكل يومي». ويشهد ريف اللاذقية الشمالي، وهو عبارة عن مناطق جبلية متداخلة، معارك عنيفة منذ بدء كتائب مقاتلة بينها جبهة النصرة، معارك للسيطرة على نقاط للنظام في هذه المحافظة التي تعد من ابرز معاقله. وأودت المعارك بنحو 170 عنصراً من الطرفين، وفق «المرصد»، بينهم قائد قوات الدفاع الوطني في اللاذقية هلال الأسد، احد اقارب الرئيس بشار الأسد. وسيطر المقاتلون الاثنين على بلدة كسب ومعبرها الحدودي مع تركيا، ويشتبكون مع القوات النظامية في مناطق عدة. وقال «المرصد» ان اشتباكات عنيفة تدور منذ فجر اليوم (امس) بين النظام والمعارضين «في الجهة الشرقية من بلدة كسب». وشاركت «قوات الدفاع الوطني» و «المقاومة السورية لتحرير لواء اسكندرون» بقيادة علي كيال في القتال الى جانب قوات النظام التي تستخدم سلاح الطيران والصواريخ، وفق «المرصد». وأوضح المصدر الامني السوري ان «الاشتباكات العنيفة لا تزال دائرة ووحدات من الجيش توجه ضربات قاصمة وخسائر في صفوف المجموعات الارهابية المسلحة». وفي شمال غربي البلاد، قتل ثلاثة رجال وامراة «نتيجة قصف القوات النظامية على مناطق في مدينة خان شيخون في ريف ادلب»، وفق «المرصد» الذي تحدث عن اغتيال مسلحين أحد قادة «الدولة الاسلامية في العراق والشام» (داعش) في سراقب. ودارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب الاسلامية المقاتلة شرق مدينة ادلب وسط قصف القوات النظامية، وسقط صاروخان يعتقد بأنهما من نوع ارض - ارض، احدهما على المنطقة بين بلدتي سلقين وكفرتخاريم والآخر في محيط قرية كفرحوم، اضافة الى حصول مواجهات في محيط بلدة الفوعة التي يقطنها مواطنون من الطائفة الشيعية، وفق «المرصد». وقال ناشطون انهم شاهدوا رتلاً من الدبابات يتوجه من ادلب الى اللاذقية لدعم قوات النظام في معارك الساحل. وأفاد «المرصد» بحصول «اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني من جهة، ومقاتلي جبهة النصرة وكتائب اسلامية مقاتلة عدة من جهة اخرى على الجهة الجنوبية لبلدة مورك بين خان سيخون وحماة (وسط) ترافق مع استقدام القوات النظامية تعزيزات عسكرية الى المنطقة». وفي الشمال، سقطت قذيفة على المنطقة الثالثة في حي الحمدانية الخاضع لسيطرة النظام في حلب، في وقت دارت «اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية مدعمة بكتائب البعث ولواء القدس الفلسطيني المواليين لها من جهة ومقاتلي جبهة النصرة وجيش المهاجرين والأنصار وكتائب اسلامية مقاتلة من جهة اخرى في منطقة الليرمون»، وفق «المرصد». وأضاف: «قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في بلدة كفرناها، بالتزامن مع مواجهات في منطقة المعامل بين قرية عزيزة وحي الشيخ سعيد، ما ادى الى مقتل خمسة مقاتلين معارضين وسيطرة قوات النظام على المنطقة». وفي دمشق، قصفت القوات النظامية مناطق في حي جوبر شرق العاصمة ومنطقة المادنية في حي القدم ومناطق في حي التضامن جنوباً «وسط اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب الاسلامية على اطراف حي جوبر»، وفق «المرصد». وكان «الاتحاد الاسلامي لأجناد الشام» اعلن عن سيطرته على نقاط تمركز لجيش النظام في مزارع المليحة في الغوطة الشرقية لريف دمشق، الأمر الذي قابلته قوات النظام بغارات جوية وقصف مدفعي. وبين دمشق وحدود الاردن، اشار «المرصد» الى «انفجار سيارة مفخخة في بلدة جاسم في درعا. كما قتل رجل من بلدة محجة تحت التعذيب في سجون القوات النظامية».