أعلنت حركة «الشباب» الصومالية المتشددة أمس، مسؤوليتها عن هجوم على حافلة على الساحل الشمالي لكينيا أسفر عن سقوط 7 قتلى. واعترض مسلحون الحافلة بسيارتهم في ساعة متقدمة من مساء أول من أمس، وأمطروها بوابل من الرصاص، كما هاجموا سيارتي نقل محملتين بالمانغو قرب بلدة ويتو في مقاطعة لامو على الحدود مع الصومال. وقال الناطق باسم الجناح العسكري للشباب الشيخ عبدالعزيز ابو مصعب إن «الهجوم جاء رداً على زعم كينيا نشرها قوات إضافية على الساحل وتشديد اجراءات الأمن». وأضاف: «كذبت كينيا ايضاً بقولها إنها دمرت قواعد الشباب هناك. إنها دعاية». من جهة أخرى، ذكر مفوض مقاطعة لامو، ميري نجينجا أن سائق الحافلة و4 من رجال الشرطة قُتلوا في الهجمات. وأضاف: «يُعالَج 8 أشخاص في مستشفى مبيكيتوني ومعظمهم مصاب بطلقات نارية»، مشيراً إلى تردد انباء غير مؤكدة عن مقتل 2 آخرين من ركاب الحافلة. وتوعدت «الشباب» بشن هجمات لمعاقبة كينيا على إرسال قوات إلى الصومال حيث يقاتل جنود كينيون المتشددين ضمن قوة حفظ السلام التابعة للاتحاد الافريقي. وأججت الهجمات الدامية التي تستهدف منذ أكثر من شهر ساحل كينيا السياحي، الانشقاقات في منطقة يشكل فيها التشدد الديني الممثل بحركة «الشباب» الصومالية والتوترات العرقية والخلافات على الاراضي، قضية قابلة للانفجار. وقالت آن غاتيجي وهي أم لخمسة أطفال فقدت زوجها منتصف حزيران (يونيو) في غارة استهدفت بلدة مبيكيتوني والقرى المجاورة على ساحل المحيط الهندي القريب من ارخبيل لامو (جنوب شرق) السياحي إن «الناس هنا يعيشون في خوف دائم والآخرين هاجروا». وقُتل حوالى 87 شخصاً في تلك الهجمات التي تبنت معظمها حركة «الشباب»، قائلةً أنها تشنها انتقاماً من تدخل الجيش الكيني في الصومال ضمن إطار القوة الافريقية. وتسود فوضى عارمة بين السكان في حين تتهم الحكومة شبكات سياسية اجرامية محلية تريد أن «تجعل البلاد غير قابل للحكم» وفق ما صرح نائب الرئيس الكيني وليام روتو، مشيراً إلى تورط المعارضة التي تنفي ذلك. لكن الناجين يؤكدون أن تلك الهجمات ارتكبتها عناصر مسلحة أعلنت انتماءها إلى «الشباب» وأقدمت على إعدام مسيحيين. كما تقول السفارات الأجنبية أن تورط حركة الشباب لا شك فيه. وأفاد مصدر عسكري غربي: «بالنسبة الينا من الواضح أن الشباب متورطون بشكل او آخر على صعيد الرجال والتخطيط واللوجستية»، لكنه شدد على «أنهم يعملون مع أنصار محليين وذلك مثير للقلق أكثر مما لو كانت مجرد عملية نفذها عناصر 100 في المئة من الشباب، وذلك يدل على أنهم وسعوا نطاق نفوذهم وأن الخطر تحوّل إلى شيء جديد». وتتعرض كينيا التي تُعتبر أكبر قوة اقتصادية في شرق افريقيا، منذ سنوات عدة الى هجمات تنسب لحركة الشباب الموالية لتنظيم القاعدة وتبنى الاسلاميون الهجوم على مركز وست غيت التجاري في نيروبي عام 2013 الذي أدى إلى سقوط 67 قتيلاً. وباستهدافهم الساحل، يضرب المهاجمون منطقة اصلاً ضعيفة وتشكل «هدفاً مثالياً» لتأجيج الانقسام، إذ يندد السكان منذ زمن طويل بتهميشهم الاقتصادي على غرار «المجلس الجمهوري لمومباسا» وهي حركة انفصالية محظورة رسمياً لكن وجِهت إليها التهم إثر المجازر. ويعتبر السكان الاصليون ومعظمهم من المسلمين أن حقوقهم مهضومة لحساب مجموعات قدمت من داخل البلاد ومعظمها من المسيحيين ومنحتها الحكومة أراضي على الساحل منذ عقود. وتسكن منطقة مبيكيتوني حيث قُتل 50 شخصاً، قبيلة كيكويو المتحدرة من وسط البلاد وهي القبيلة الأكثر عدداً وينتمي إليها الرئيس الكيني أوهورو كينياتا. ويخشى البعض من تأجيج التوترات الدينية على الأرض، في حين ينتشر تيار اسلامي متطرف يبدي تعاطفه مع حركة الشباب بين الشبان.