«ارفع راسك هذا سلاحك أصل الكرامة إنسان. ابن بلاد الشمس الحرة ابنك يا غزة ما ينهان». بهذه الكلمات لهند جودة، ومن ألحان وليد فايد وتوزيعه، أطلق الفنان الفلسطيني محمد عساف أغنيته التضامنية مع قطاع غزة التي ولد ونشأ فيها، وتحمل عنوان «ارفع راسك هذا سلاحك». وانتقد عساف في الأغنية الصمت العالمي إزاء ما يحدث من جرائم بحق أهل غزة، بغنائه «بس تنادي ومين بيسمع صوتك ينادي في وجه الأعادي مدوا إلها الأيادي نوقف في وجه الموت»، قبل أن يؤكد «إحنا أصحاب الحق وإحنا رجالها... وان انحق الحق نفدي ترابها». وعساف اللاجئ الذي هجرت أسرته من أراضيها في الداخل الفلسطيني المحتل، على أيدي العصابات الصهيونية عام 1948، يؤكد في شكل أو في آخر حق العودة في أغنيته، فغنى «خذوا دمي وهاتوا حرية... بلادي من الميّ للميّ... يا غزة جودي برجالك... الواحد منهم بمية». وأشادت أغنية من احتفل به الغزيون وعموم الفلسطينيين حين حقق لقب «محبوب العرب»، بالمقاومة، فصدح «مهما اشتد الظلم نحمي أرضها... نصر يا استشهاد قالوا رجالها... يا تراب الأرض المنسية بالدم الغالي مروية... يا بلدي غني موالك شدي حيلك للحرية». والأغنية التي أخرجها سامح المدهون، تدمج ما بين صور فوتوغرافية وفيديوات تعري جرائم الاحتلال المتواصلة ضد المدنيين في مختلف مناطق القطاع، وأخرى تنتصر للمقاومة الشعبية بالحجر، ومشاهد مصورة بطريقة الفيديو لعساف في الاستوديو، وتتضمن ترجمة بالإنكليزية للكلمات، أطلقها «محبوب العرب» على محطته عبر «يوتيوب»، الخميس، وحققت قرابة 300 ألف مشاهدة في أقل من 24 ساعة. ويختم عساف أغنيته بموال من كلمات سامي عفانة، أطلق العنان فيه لحنجرته الذهبية «على موج الوجع يا جرح القلب ساكن... يا غزة ابني الكرامة وانهدموا المساكن... اسمك بالقلب وجوا الروح ساكن... نصرك من الله بيذكروا في الكتاب». وفي تصريحات تلفزيونية له، وصف عساف بتلقائية ما يحدث في القطاع ب «العدوان الهمجي»، وقال: «في ضوء هذا العدوان الهمجي الذي تمارسه قوات الاحتلال ضد أبناء شعبي في غزة خاصة، وفي الضفة، وفي القدس، أشعر بأنني أكاد أنفجر، ولا أريد الحديث بعبارات قد تفهم بطريقة خاطئة أمام هذه الجرائم... منذ عام تقريباً أقيم خارج غزة، وهذه المرة الأولى التي تشن فيها قوات الاحتلال حرباً على غزة ولا أكون موجوداً على أرضها... ما يحدث أمر مستفز للغاية... كيف هي مشاعرك وأنت تشاهد أبناء شعبك يتعرضون لقصف وقتل وكل أنواع الجرائم؟». وأضاف في تصريحه لقناة «إم بي سي»: شبعنا شعارات فارغة... هذا الشعب محاصر منذ أكثر من ثماني سنوات، يفتقد مقومات الحياة الأساسية... عشت كسائر أبناء قطاع غزة أياماً صعبة، لكن ما يحدث هذه الأيام لا يمكن عقلاً بشرياً أن يتخيله، أو أن تصف بشاعته الكلمات. وقال عساف الذي يمضي يومياته متتبعاً نشرات الأخبار، بتلقائية: «كفلسطيني من أبناء هذا الشعب أتساءل عن الأمة العربية، وعن العالم الذي يدعي الإنسانية، ويدعي أنه ضد الظلم وضد القهر... ماذا عن هؤلاء المنكوبين في غزة الذين يموتون كل يوم. كل سنتين تشن قوات الاحتلال حرباً جديدة على غزة، وفي نهاية المطاف، وعلى رغم سقوط مئات الشهداء، لا يقوم العالم إلا بالشجب والاستنكار». واختصر الأمر بغضب: «شو استفدنا من شجبكم واستنكاركم... حلّوا هالموضوع... بدناش احتلال». وكان عساف أطلق حملة للتضامن مع غزة وأهلها عبر الكثير من الفضائيات العربية والأجنبية، بكلمة تستغرق أقل من دقيقة، وبمبادرة من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) التي اختارته سفيراً للنوايا الحسنة لشؤون اللاجئين، قال فيها: «أهلنا في غزة تحت القصف والعدوان... البيوت دُمرت... الناس أصبحت بلا مأوى... الحقيقة أفظع مما نراه أو نسمع عنه في الإعلام. في هذا الشهر الكريم، شهر رمضان المبارك، يا ليتنا جميعاً نهب لمساعدة أهلنا في غزة... تبرعوا لغزة... أغيثوا غزة... صلوا لغزة».