تحدث أمير منطقة مكةالمكرمة في ورشة عمل التجارب الناجحة ومقومات النجاح في تنفيذ المشاريع عن تجربته في قيادة التنمية في مكة حالياً، ومن قبلها منطقة عسير، موضحاً أنها تستدعي الحديث عن تحديد مفهوم الإمارة الإسلامية والتطورات التي شهدتها حتى عصرنا الحاضر. وقال الأمير خالد الفيصل إن الإمارة التي تعني الرئاسة أو القيادة، بدأت في أقاليم المملكة منذ عهد الملك عبد العزيز، إذ كانت توجد أربعة أقاليم هي نجد والحجاز والأحساء وعسير، وأسندت لأمراء أكفاء ومقتدرين، فكان أمير الإقليم هو ممثل الملك وصلاحياته من صلاحيات الملك، ومرجعيته للملك مباشرة. ولفت الأمير خالد الفيصل إلى أن الإمارة في المملكة شهدت تغيراً جذرياً لدى تشكيل أول مجلس وزراء، بالقول «تحولت صلاحيات الأمراء إلى الوزراء وتناقصت شيئاً فشيئاً، واستمر ذلك الوضع حتى صدور نظام المناطق في عهد الملك فهد، لكن نظام المناطق الحالي سبقه صدور نظام المقاطعات في عهد الملك فيصل ضمن مشروع برنامج حكومته والتي شكلها في عهد الملك سعود، والمعروف باسم «النقاط ال10»، بيد أن هذا النظام لم ينفذ بسبب ظروف الحروب والأزمات التي عاشتها المنطقة العربية في ذلك الوقت. وأوضح الأمير خالد الفيصل أنه من المحظوظين الذين عملوا وعاصروا شخصيات لها سجل نجاحات كبيرة، مضيفاً «في عهد الملك عبدالعزيز كنت صغيراً لكني أذكره، وفي عهد الملك سعود كنت مشغولاً بالدراسة، وفي عهد الملك فيصل تعلمت من هذه القيادة الفذة، وعملت مع الملك خالد والملك فهد يرحمهما الله، والملك عبدالله حفظه الله، كما أنني منذ عرفت نفسي كنت في كنف الأمير عبدالله الفيصل، وكنت قريباً من الأمير سلطان بن عبدالعزيز الذي تعلمت منه الشيء الكثير. وأفاد الأمير خالد الفيصل بأن عمل الإمارة لم يكن غريباً عليه أو بعيداً عنه، إذ أختاره الملك فهد حينما كان وزيراً للداخلية وقبل صدور نظام المناطق كلفه بإمارة عسير، وقال له: «نحن نبحث عن شباب وكفاءات يغيرون مفهوم الإمارة لتشمل حتى التنمية»، مشيراً إلى أن الملك كلفه بوضع خطة تنمية وتطوير للمنطقة آنذاك.