«السياحة لم تعد ترفاً أو خيالاً.. بل هي صناعة ومدخل رزق».. في كل مناسبة سياحية حين كان صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أميراً على منطقة عسير يردد هذه الجملة، كنت فوراً آخذ هذه الجملة وأضعها عنواناً لخبري القادم، كنت أستشرق واقع هذه الجملة وأقول دوماً سيأتي يوماً ستكون فيه السياحة هي واقع منطقة عسير. حالياً في المنطقة حين تذهب ستجد الكثير من الشباب والنساء متناثرين في الطرقات والميادين، يقومون ببيع منتجاتهم المصنوعة في منازلهم، كانت هذه الصور مشاهدة فقط في فترة الصيف، حالياً، تستطيع أن تشتري مثلاً الخبز المصنوع في المنازل وجميع المأكولات في أي وقت وفي كل مكان. هذه إحدى ثمار السياحة في عسير التي أسس لها صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، وأكمل المهمة بكل اقتدار ونجاح أمير عسير الحالي صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد رئيس مجلس التنمية السياحية بالمنطقة، الصيف الماضي مثلاً كان مردود المنطقة من السياحة قرابة ال 4 مليارات ريال، في عام 2015 سيكون دخل عسير من السياحة 7 مليارات ريال، لم تأت هذه الأرقام فقط لحسن الطالع، بل كان هناك عملاً دائماً منذ أربعة عقود. صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة قَبِل دعوة منطقة عسير ليفتتح مهرجانها السياحي، من الآن والمنطقة تعمل بكل جد واجتهاد على هذه المناسبة، تريد المنطقة أن تكون في كامل حللها وحليتها مع زيارة عشيقها «خالد الفيصل» الذي بنى في المنطقة الكثير من الإنجازات الحضارية والتنموية والسياحية، إذن بكل اختصار «خالد الفيصل في عسير في ال 28 من شهر رجب القادم» يفتتح في مساء ذلك الخميس مهرجان أبها السياحي ليشهد بأم عينه كيف كان زرعه وكيف حصد أهالي المنطقة هذا الزرع، ليشهد مدى التطور الكبير للمنطقة بقيادة أميرها المحبوب الأمير فيصل بن خالد الذي رمى بثقله في خدمة المنطقة، جعل السياحة همه الأول، يقف بكل شموخ المنطقة وهيبتها على أي صغيرة تعيق مسيرة السياحة، يصعد مع صعود المنطقة في كل منصات التتويج والنجاح، فقد توجها فيصل بن خالد وألبسها الذهب. أما الأمير خالد الفيصل، سيكون في كل موقف يتذكر الكثير، ليست سهلة، أربعة عقود وهو يبني المنطقة، بناها ونجح، جعل السياحة وصناعتها أولوية فيقول في هذا (لم أكن أعرف عسير إلا بالذكر والقراءات عن المنطقة قبل الوصول إليها كمسؤول أنيطت به مهمة التنمية في منطقة عسير)، مؤكدا على توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز - رحمه الله - وهو يقول: (لقد اخترناك لتجدد مفهوم الإمارة في المنطقة، ولتعطينا تجربة جديدة في التنمية في مناطق المملكة)، موضحا سموه أن تلك الفترة كانت تمثل نقلة جديدة في مناطق في المملكة. وأضاف سموه بقوله: (فكرت في التنمية وكيف نبدأ وتراءت لي كلمة السياحة التي كانت في ذلك الوقت كلمة مشوشة في المجتمع السعودي)، مؤكدا سموه تفكيره العميق في هذا المفهوم آنذاك، ومضى بقوله: (ولكنني توكلت على الله وأطلقت شعار السياحة في عسير، متزامنا مع مفهوم جديد للسياحة وهو السياحة النقي). وعن بداية السياحة في عسير يقول الفيصل «كانت بداية السياحة في عسير من خلال توزيع العديد من صور المواقع السياحية للمنطقة في مطارات الرياضوجدة والدمام، مستشهدا سموه في ذلك الوقت بإصدار كتيب يحوي العديد من الصور السياحية في المنطقة والذي وزع على المسؤولين، مشيرا إلى أن الملك فيصل - رحمه الله - عندما اطلع على الكتيب أبدى استغرابه من كون هذه المناطق في عسير ولم يتمكن من زيارتها على الرغم من زيارته للمنطقة إبان فترة توحيد المملكة. وعن صعوبات بداية السياحة يقول الفيصل وكيف تجاوزها «إن السياحة بعد أن كانت كلمة محظورة أصبحت إستراتيجية وطنية في المملكة، مشيدا بالقيادات التي تولت رئاسة الهيئة من قبل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز، والآن تحت قيادة رئيس مجلس إدارتها الحالي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز ودورهم في دعم السياحة الوطنية، مبدياً اطمئنانه لمستقبل السياحة وخدماتها، وتنمية الآثار بفضل ما يعرفه عن الأمير سلطان بن سلمان من حسن إدارة وإبداع. وشدد سموه على أهمية تحقيق عدد من العوامل لنجاح أي مشروع أو تأسيس أي قطاع منها: تحديد الهدف، ووضوح الرؤية والعمل الجاد، الثقة بالله وبالنفس والصبر، والصدق، والترفع عن الصغائر، والتعاون مع الآخرين لتنجز عملك، وأخذ الرأي من الناس. الأمير خالد الفيصل يتوقف ليتذكر بعض المواقف في منطقة عسير ويقول عنها «إن الحبلة بعد أن كانت معزولة أصبحت قبلة للسياحة في عسير، وأصبح أبناؤها مرشدين سياحيين، ورجال ألمع التي أصبحت مقصدا لكل سائح في عسير وتعمل هيئة السياحة والآثار على تطويرها ضمن مشروع القرى التراثية الطموح، وسباقات الخيل، ودورة الصداقة الدولية في عسير التي لعب فيها منتخبات البرازيل، والصين للشباب والطيران الشراعي، وكذلك سباق الدراجات العالمية. وحول تفاعل القيادة مع السياحية في السعودية يقول الأمير خالد الفيصل: «إن القيادة الحكيمة سهلت مهمة السياحة منذ عهد الملك فيصل والملك خالد والملك فهد - رحمهم الله - وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز. وأشاد سموه باهتمام خادم الحرمين الشريفين بالقطاع السياحي ومتابعته لتقدمه، وحرصه أيده الله على تطويره بما يخدم مصلحة المواطنين ويليق باسم المملكة، ويحقق النمو الاقتصادي المنشود من تطوير هذا القطاع الذي يتداخل في حياة جميع فئات المجتمع في شتى مناطق المملكة. كما نوه بالرعاية الكريمة من قبل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام ورئيس أول مجلس لإدارة الهيئة العامة للسياحة والآثار، بتبني سموه لمشروع السياحة في المملكة، مستشهداً سموه بتبني سمو ولي العهد الأمين لتوصية الندوة التي عقدت في أبها عام 1420