لم يكمل الأبناء تعليمهم، ولم يمهلهم المصير في عيش حياة كريمة تؤمن لهم الحاجات الأساسية. الفقر والمرض يفتكان ببعض أفراد الأسرة التي تسكن إحدى قرى محافظة القنفذة. ضيق ذات اليد جعلهم ينطوون على أنفسهم مستسلمين للظروف الصعبة، بينما كان لتراكم مبالغ سابقة وغرامات مالية دور كبير في إعاقة رب الأسرة عن الاستمرار في المراجعات الحكومية لإضافة أبنائه وتحسين وضع أسرته. تعيش أسرة احمد العيسى المكونة من 18 فرداً معاناة بالغة مع ظروف الحياة اليومية في ظل وضع مادي سيئ أثّر في شكل مباشر في الوضع الاجتماعي، وأنهك أفرادها الذين أصبحوا يعيشون على نفقات المحسنين منذ نحو 15 عاماً حرموا خلالها من أبسط مقومات العيش الكريم. هذا الوضع انعكس على المستوى التعليمي لأبناء العيسى، فلم يعرفوا للتعليم طريقاً، بل إنهم لا يحفظون شيئاً من كتاب الله، إضافة إلى عدم قدرتهم على التعلم من طريق «محو الأمية». ويعود السبب في ذلك إلى عدم وجود ما يثبت هويّاتهم، وعدم تمكن رب الأسرة (السبعيني) من استكمال إجراءات الأحوال المدنية لاستخراج بطاقة إثبات لأفراد العائلة، بسبب الغرامات المالية التي فرضتها عليه الأحوال فلم يستطع دفعها، على رغم أنها تعتبر بسيطة لدى القادرين. وتعيش الأسرة في منزلين منفصلين في قرية سبت الجارة التابعة لمحافظة القنفذة، إلا أن المنزلين مهددان بالسقوط في أية لحظة، ما يعرض حياة الأسرة للخطر. ولا يخفي رب الأسرة المسن حسرته على هذا الوضع وعجزه عن جلب السعادة لأبنائه: «أسأل الله أن يعوضني بآخرتي عن دنياي، فالفقر أذلني أمام نفسي وأمام أسرتي، وأصبحت عاجزاً عن توفير ابسط متطلبات الحياة المعيشية لأبنائي، وازداد الوضع سوءاً بسبب غلاء المعيشة، فبعض أفراد أسرتي لا يجدون في اليوم إلا وجبة واحدة وأحياناً نضطر لتركها للصغار الذين لا يستطيعون الصبر على الجوع»، مضيفاً: «نعيش على نفقات المحسنين التي تنقطع في بعض الأحيان». ويؤكد العيسى: «لا يوجد لدي أي دخل مادي يعينني على تلبية حاجات أسرتي الكبيرة سوى ما يعطيه لي الضمان الاجتماعي»، مشيراً إلى أن الإعانة لا تفي بأقل الأمور الضرورية لأسرته، ولا تكفيهم سوى لأيام تعد على أصابع اليد الواحدة، خصوصاً في ظل وجود دائنين يطاردونه. وناشد المواطن أهل الخير وذوي القلوب الرحيمة مساعدته وأسرته وإخراجهم من الوضع المأسوي الذي يرزحون تحت طائلته. يذكر أن قرية سبت الجارة التي تسكنها عائلة أحمد العيسى تخلو من الجمعيات الخيرية، على رغم وجود الكثير من الحالات الفقيرة في هذه القرية البعيدة عن المحسنين، والتي يتبع لها عدد من القرى معظم سكانها من ذوي الدخل المحدود ويسكنون في بيوت شعبية، كما تفتقر تلك القرى إلى إسكان خيري.