ترأس خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، جلسة مجلس الوزراء في الرياض أمس. وفي مستهل الجلسة، أطلع خادم الحرمين الشريفين المجلس على المحادثات والرسائل والاتصالات التي جرت مع عدد من قادة الدول الشقيقة والصديقة، في شأن العلاقات الثنائية ومستجدات الأحداث وتداعياتها في عدد من الدول العربية الشقيقة، وتطورات الأوضاع في المنطقة والعالم، وبينها استقباله رئيس الوزراء التونسي حمادي الجبالي. واطلع المجلس على الرسالتين اللتين تلقاهما من الرئيس العراقي جلال طالباني، والرئيس الكازاخستاني نور سلطان نزار باييف، والاتصالين الهاتفيين اللذين تلقاهما من الرئيس السوداني عمر حسن البشير، ورئيس روسيا الاتحادية ديمتري ميدفيديف، مؤكداً عمق العلاقات بين المملكة وهذه الدول، والحرص على تطويرها بما يخدم المصالح المشتركة والأمن والاستقرار العالمي. وأوضح وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة، في بيان إلى «وكالة الأنباء السعودية»، أن المجلس تطرق بعد ذلك إلى الجهود العربية والدولية في شأن الوضع في سورية، معبراً عن تقدير المملكة لما تم بذله من جهود لانعقاد المؤتمر الدولي لأصدقاء الشعب السوري، ومجدداً تأكيد المملكة على أنها ستكون في طليعة أي جهد دولي يحقق حلولاً عاجلة وشاملة وفعلية لحماية الشعب السوري، وأن المملكة تحمل الأطراف الدولية التي تعطل التحرك الدولي المسؤولية الأخلاقية عمَّا آلت إليه الأمور، خصوصاً إذا ما استمرت في موقفها المتخاذل والمتجاهل لمصالح الشعب السوري. وهنأ مجلس الوزراء الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بمناسبة انتخاب الشعب اليمني له، وأدائه اليمين الدستورية رئيساً للجمهورية اليمنية، متمنياً المزيد من التقدم والرخاء والاستقرار للشعب اليمني الشقيق. ونوّه مجلس الوزراء بالبيان الصادر عن مؤتمر لندن حول الصومال، وتأكيده ضرورة تحقيق الاستقرار السياسي في هذا البلد وبتعاون المجتمع الدولي على مكافحة الإرهاب والقرصنة والمجاعة، معرباً عن الأمل أن يكون في تطبيق ما تم الاتفاق عليه في المؤتمر خطوة لوضع حد للمأساة التي دفع ثمنها الشعب الصومالي. وبيّن وزير الثقافة والإعلام أن مجلس الوزراء بارك جهود الهيئة المتخصصة المكلفة بدرس المقترحات المعنية بمبادرة خادم الحرمين الشريفين للانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد بين دول مجلس التعاون الخليجي التي عقدت اجتماعها الأول بمقر الأمانة العامة في الرياض، معرباً عن الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين وإخوانه قادة دول المجلس على تشكيل هذه الهيئة ممّا يجسد اتحاد الرؤى واستشعار طموح وتطلعات شعوب المجلس والعمل على تحقيقها. وفي الشأن المحلي، قدَّر مجلس الوزراء عالياً المضامين القيّمة التي اشتملت عليها كلمة خادم الحرمين الشريفين لدى استقباله المشاركين في اللقاء الوطني التاسع للحوار الفكري الذي اختتم في حائل تحت عنوان «الإعلام السعودي... الواقع وسبل التطوير... المنطلقات والأدوار والآفاق المستقبلية»، مشدداً على أن ما عبَّر عنه الملك عبدالله بن عبدالعزيز خلال كلمته يجسد الحرص الأبوي الكبير تجاه شعب المملكة والعقيدة الإسلامية السمحة وأهمية الحوار في خدمة الدين والوطن. وأكد المجلس أهمية اللقاء التشاوري الثالث لرؤساء برلمانات دول مجموعة ال20 الذي استضافه مجلس الشورى بالرياض تحت عنوان «نمو اقتصادي مستدام لعالم آمن» بصفته أحد أهم الملتقيات الدولية نظراً لما يشهده العالم من تطورات على مختلف الأصعدة، خصوصاً ما يتعلق بالأزمة المالية والاقتصادية التي تجتاح بعض الدول، ما يتطلب تضافر الجهود الدولية لإيجاد الحلول الناجعة لها. وثمَّن المجلس مواصلة حصول المملكة، ممثلة في وزارة العدل، على المرتبة الأولى عالمياً في سرعة نقل الملكية العقارية، وذلك في إطار منجزات مشروع خادم الحرمين الشريفين لتطوير مرفق القضاء. وأفاد الدكتور عبدالعزيز خوجة أن مجلس الوزراء واصل إثر ذلك مناقشة جدول أعماله وأصدر القرارات التالية: بعد الاطلاع على ما رفعه وزير الخارجية، وبعد النظر في قرار مجلس الشورى رقم (56/51) وتاريخ 21/10/1432ه قرر مجلس الوزراء الموافقة على نظام تنفيذ اتفاق حظر تطوير وإنتاج وتكديس الأسلحة البكتريولوجية (البيولوجية) والتوكسينية وتدمير تلك الأسلحة بالصيغة المرفقة بالقرار. وقد أعد مرسوم ملكي بذلك. وقال الوزير إن مجلس الوزراء قرر الموافقة على تفويض رئيس الهيئة العامة للطيران المدني أو من ينيبه، بالبحث مع الجانب الكويتي إعداد مشروع اتفاق بين المملكة والكويت في مجال خدمات النقل الجوي، في ضوء الصيغة المرفقة بالقرار والتوقيع عليه ومن ثم رفع النسخة النهائية الموقعة لاستكمال الإجراءات النظامية. كما قرر المجلس بعد الاطلاع على ما رفعه وزير المال وبعد النظر في قرار مجلس الشورى رقم (68/57) وتاريخ 18/11/1432ه الموافقة على البروتوكول الملحق بالاتفاق الموقع بين حكومتي المملكة وفرنسا، من أجل تجنب الازدواج الضريبي في شأن الضرائب على الدخل والإرث والتركات ورأس المال الموقع عليه في مدينة باريس بتاريخ 15/3/1432ه الموافق 18/2/2011 بالصيغة المرفقة بالقرار، وأعد مرسوم ملكي بذلك. وقرر المجلس بعد الاطلاع على ما رفعه وزير الزراعة وبعد النظر في قراري مجلس الشورى رقم (109/55) وتاريخ 23/11/1431ه ورقم (63/55) وتاريخ 11/11/1432ه ما يأتي: الموافقة على قانون «نظام» البذور والتقاوي والشتلات لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي اعتمده المجلس الأعلى لمجلس التعاون في دورته ال29، المنعقدة في مدينة مسقط يومي 1و2/1/1430ه الموافقين 29و30/12/2008 وذلك بالصيغة المرفقة بالقرار. ووافق المجلس على الأحكام المتعلقة بعقوبات مخالفات قانون (نظام) البذور والتقاوي والشتلات لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ولائحته والقرارات الصادرة لتنفيذه، وذلك بالصيغة المرفقة بالقرار، وأعد مرسوم ملكي بذلك.