تثير حال التسيب الأمني السائدة في بعض المناطق اللبنانية الكثير من مخاوف المواطنين والذين يعيشون على الأراضي اللبنانية مع تكرار مسلسل عمليات الخطف بدافع الحصول على فدية أو سرقة السيارات بطرق متطورة. وكان مجلس الأمن المركزي برئاسة المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء الركن أشرف ريفي، أطلق في اجتماعه الأخير الصرخة من أجل وضع خطة أمنية جدية، محذراً من تمادي عصابات الخطف والابتزاز المالي وسرقة السيارات والاعتداء على كرامات الناس وترويعهم. وفي تحد مفضوح للأمن اللبناني، اقتحم فجر أمس مسلحون منزل عائلة محمد عزالدين (سوري الجنسية) الذي يقع في مجمع سكني في حي الكرك في مدينة زحلة، وخطفوا على مرأى من الأم ولديها براء (16 سنة) وعلي (14 سنة) بقوة السلاح الذي وجهه الخاطفون إلى صدر الوالدة وابنتها التي لم تبلغ أربع سنوات وطالبوا بفدية مالية مقابل الإفراج عنهما، فيما الوالد يعمل في المملكة العربية السعودية. ووصل المسلحون في سيارتين وضربوا الناطور ومن ثم أجبروه على أن يرشدهم إلى منزل عز الدين، ولدى وصولهم خلعوا الباب الخشبي بركلة ودخل مسلحان المنزل وانتظر أربعة مسلحين في الخارج مع سيارة أخرى عند مدخل المجمع. وخلال دقائق وبتهديد بالسلاح سرقوا مبلغ 30 ألف دولار ومصاغاً تقدر قيمته بمليون ليرة سورية (تقديرات العائلة) ثم اقتادوا الشقيقين علي وبراء بعد مصادرة كل الهواتف الخلوية الموجودة في المنزل إلى جهة مجهولة. وطالبوا الأم بأن تعد مبلغاً كبيراً لاسترجاع ولديها. واتصل الخاطفون بعد ساعتين من هاتف خليوي سوري بأحد أصدقاء براء معلنين مطلبهم وهو فدية بقيمة ثلاثة ملايين دولار. وصباحاً، حضر النائب العام الاستئنافي في البقاع القاضي فريد كلاس وضباط الأجهزة الأمنية على اختلافها وأجروا تحقيقاتهم. وذكر لاحقاً ان الجيش اللبناني يقوم بعمليات دهم وتفتيش في بلدة بريتال وجرودها. وتأتي عملية الخطف هذه بعد عملية مماثلة تعرض لها أشقاء سوريون ثلاثة من عائلة عبد الرؤوف في 13 الجاري، وقبلها عملية خطف رجل الأعمال السوري محمد الجابي ثم خطف شخصين سوريين وخطف رجل أعمال سوري أيضاً. وكانت هذه العمليات تجري على خط شتورة - تعنايل. وسبقت هذه العمليات عملية خطف الأستونيين السبعة. وكان الخاطفون بحسب إفادة أسامة عزت عبد الرؤوف الذي خطف مع شقيقيه وأطلق سراحه ليجلب الفدية المالية التي طلبها الخاطفون وتقدر بمليوني دولار، «يتجاوزون الحواجز العسكرية والأمنية المنتشرة في البقاع بكل سهولة بعد التعريف عن أنفسهم بأنهم عناصر تابعين لجهاز أمني لبناني». وقدرت مصادر أمنية أن ثمة عمليات مراقبة للحدود اللبنانية - السورية من قبل العصابات وصولاً إلى جديتا مروراً بالمصارف. وتقدر الأجهزة الأمنية والعسكرية أن يكون بين خاطفي الشقيقين براء وعلي عناصر من المجموعة التي خطفت سوريين سابقين وقبلهم رجل الأعمال اللبناني أحمد زيدان. وكان فرع المعلومات التابع لقوى الأمن الداخلي لاحق أول من أمس سيارة بداخلها أشخاص في حارة حريك في ضاحية بيروت الجنوبية وجرى تبادل لإطلاق النار، وتمكن عناصر الفرع من توقيف شخص لبناني ومساعده من التابعية السورية وضبطوا سيارة أخرى كانت تساند السيارة الأولى وتمكن والد اللبناني الموقوف من الفرار ويعتقد أنه رأس عصابة متخصصة بسرقة السيارات، ولدى تفتيش مكان سكن الوالد ن. ح. الفار في حي ماضي في الضاحية (نفى «حزب الله» لاحقاً أن يكون المدعو نزار الحسيني مسؤولاً في الحزب أو عضواً فيه وأكد أن الحزب لم يمنع قوى الأمن من القيام بمهامها)، جرى ضبط أربع سيارات جديدة مسروقة إلى جانب معدات تقنية حديثة تسمح بسرقة السيارة بعد فك رموز الأمان فيها من دون الحاجة إلى الخلع والكسر، وذخيرة وأسلحة ومتفجرات ومادة «سي 4» تستعمل في التفجير. بلاغ قوى الامن وأوضحت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي - شعبة العلاقات العامة ما حصل في الضاحية الجنوبية في بلاغ اصدرته امس وجاء فيه: «فجر السبت - الاحد الماضيين سرقت سيارة جيب من نوع «اكس 5» مزودة بجهاز GPS من محلة الحمراء في بيروت عائدة لإحدى شركات الإيجار، ولدى المتابعة تمكنت دورية من مكتب مكافحة جرائم السرقات الدولية – قسم المباحث الجنائية الخاصة في وحدة الشرطة القضائية في التاسعة صباح الاحد من تحديد مكان الجيب المسروق وتوقيفه من طريق جهاز الGPS بالتنسيق مع اصحابه ورصده في محلة حارة حريك. وأثناء عملية المراقبة حضر عدد من الأشخاص على متن سيارة نوع «كيا سبورتج» لونها أسود بغية أخذ الجيب المذكور وبادروا الى إطلاق النار باتجاه الدورية فأصيب رئيسها بطلقين ناريين في رجله نقل إلى المستشفى للمعالجة، فردت الدورية على مصدر النيران وتمكنت من ضبط سيارة الجيب المسروق، فيما تمكّن مطلقو النار من الفرار تاركين سيارة الكيا في المحلة حيث جرى ضبطها وتبين انها مسروقة». وتابع البلاغ انه «نتيجة الاستقصاءات والتحريات المكثفة حددت هوية مطلق النار ويدعى: ن ح (مواليد 1969) لبناني وتمت بناء لإشارة القضاء المختص مداهمة منزله في محلة حي ماضي حيث اوقف ابنه ع (مواليد 1996) وضبطت في داخل المنزل كمية من الأسلحة الحربية، متفجرات، بزّات عسكرية (قوى امن، جيش وغيرها)، اجهزة الكترونية متطورة، كما ضبطت في موقف المبنى الذي يقطنه اربع سيارات مسروقة حديثة الصنع نوع BMW طراز (530، 325، X5). والتحقيق جارٍ بإشراف القضاء المختص، فيما البحث مستمر لتوقيفه وتوقيف باقي افراد العصابة».