رنين البلاغات لا يتوقف هنا في غرفة العمليات بدوريات الأمن بمنطقة الرياض ..العاملون لا يستغربون نوعية البلاغات التي اعتادوا على سماعها ما بين سرقات للسيارات والمحال التجارية والسطو المسلح والمضاربات والتي ينتهي بعضها بالقتل. لكن هذه المرة البلاغ مختلف ففي الجانب الآخر صوت يستنجد برجال الأمن بلغة مكسرة وخوف شديد (أنا فيه خطف .. أنا فيه وزارات .. هذا حرامي كلام جيب ثلاثة ألف بكرة ما فيه جيب أنا موت ) بهذه العبارات المكسرة كان المبلغ يستنجد برجال الأمن والمكان حدده رجال الأمن بحي الوزارات، وكما هي البلاغات هنا لا تهمل مهما كانت غير مفهومة في بعض الأحيان، مررت غرفة العمليات بدوريات الأمن البلاغ لفرق دوريات الأمن العاملة في حي الوزارات وساندتها بفرق أمنية أخرى وواصلت غرفة العمليات بدوريات الأمن، أُخذ الوصف من المبلغ لتحديد مكانه ولتصف للفرق الأمنية القريبة مكان المبلغ، فهناك بالتأكيد حياة إنسان في خطر وبدأ التواصل مع المبلغ مستمراً حتى وصلت اليه الفرق الأمنية وبدت الرهينة تشير لرجال الأمن من إحدى النوافذ من غرفة فوق سطح أحد المباني الذي تسكنه بعض العمالة في حي الوزارات وبدأ الاتصال بالرهينة وتهدئته وطوقت فرق دوريات الأمن الموقع وفي خطة أمنية محكمة استطاع أفراد دوريات الأمن الوصول للرهينة والقبض على الخاطف الذي كان مشغولاً في إحدى الغرف الأخرى وينتظر أن يأتي الضحية بمبلغ ثلاثة آلاف ريال فدية لإطلاق سراحه حيث كان الخاطف والذي يبدو أنه كان متأثرا بالأفلام الهندية يقبع في إحدى الغرف المجاورة وينتظر من الضحية توفير المبلغ وبعد الفحوصات الطبية للتأكد من صحية الضحية، تم تسليم الخاطف لمركز شرطة المربع والذي فتح تحقيقاً موسعاً من الخاطف والذي كان قد استدعى المخطوف قبل يوم ثم قام بتهديده بسلاح أبيض، وأغلق عليه الغرفة وسمح له بتوفير خدمة الاتصال بصديق!! لتوفير مبلغ ثلاثة آلاف ريال، فكما قال الخاطف إن المخطوف لديه أقارب وزملاء يعيشون في السعودية وفي الرياض منذ سنوات ويعملون في مشاريع تجارية خاصة وباستطاعتهم توفير هذا المبلغ الصغير لإنقاذ حياة قريبهم .