أمضيت عصر (الخميس) الماضي في بر الرياض مع شباب سعوديين أصحاب مبادرات تجارية خلاقة، لكنهم ليسوا أولئك الشباب الأنيق الذين يرون عادة في منتدى التنافسية بالرياض أو جدة الاقتصادي ولا في أروقة صندوق المئوية يبحثون عن قرض كغيرهم من الشباب السعودي الطموح أصحاب المبادرات، ذلك أنهم يمارسون أعمالاً تجارية «غير نظامية» على رغم أنهم يتاجرون في «الحلال»! إنهم مستثمرون شجعان، خاطروا بكل معنى الكلمة بمدخراتهم في تربية الأغنام، يفترض أن كل أسباب النجاح متوافرة لهم، فثمة طلب لا يكل على لحوم الأغنام المحلية، إذ لا يزال السعودي مستعداً لأن يدفع زيادة قد تصل الى 30 في المئة أكثر في «رأس النعيمي البلدي» على نظيره المستورد، ثم إنهم يعشقون تجارتهم ويجتهدون فيها، فكثير منهم أبناء قبائل، آباؤهم رعاة أو كانوا أصحاب «حلال» قل أو كثر، وأخيراً طموحون ويحتاجون للدخل الإضافي، بل لو اطمأن أحدهم وكيّف وضعه نظاماً لكان مستعداً لأن يستقيل من وظيفته فيتركها لسعودي آخر ويتفرغ لحلاله والبر والقمر والنجوم والنار والهيل. «تجار صغار» ... لكن لا أحد يعترف بهم! ... وعندما يأتي «مالك ما .. بصكٍّ ما» ! مشروع دعم مربّي الأغنام