كيف يستطيع «هامبرغر» ثمنة ربع مليون دولار أن يسدّ الجوع ويعوض النقص في اللحوم، وهي الجزء الأكثر صعوبة في أزمة الجوع؟ حسناً. ليس حلاً على طريقة «فليأكلوا البسكويت» الشهيرة، التي نسبها ثوار فرنسا قبل 223 عاماً إلى الملكة ماري أنطوانيت. على العكس تماماً. إنه حلّ عملي يستند الى التقدّم العلمي في بحوث خلايا المنشأ Stem Cells. بقول آخر، يتعلق الأمر بإنتاج اللحم اصطناعياً، عبر أطباق المختبر حاضراً، ولاحقاً بصورة صناعية متوسّعة، بحيث يصبح سلعة تنتج بكثافة مثلما يحصل مع البسكويت حاضراً. وأورد موقع «الجمعية الأميركية لتقدّم العلوم» أن مجموعة من العلماء الأميركيين توصلوا الى تصنيع لحم البقر في المختبر. إذ أخذوا خلايا منشأ من عضل العجل، وزرعوها في أطباق المختبر، ضمن وسط يحتوي على مواد مغذية ودهون ومعادن وأحماض أمينية وغيرها. وبعد أن نمت الخلايا وصارت عضلات، عمد العلماء الى «تدريبها» باستخدام موجات كهربائية، فأخذت تنقبض وتنبسط كأنها تؤدي عملاً عضلياً رياضياً. ويهدف هذا «التدريب» إلى جعل «عضلات» المختبر تمارس الجهد البدني الذي تؤديه البقر طبيعياً في الحقول، ما يرفع من نوعيتها وقيمتها غذائياً. وبطريقة مشابهة، عمد الفريق العلمي الأميركي عينه الى زرع خلايا منشأ مأخوذه من طبقات شحم البقر الذي يحيط بالعضلات مباشرة، وهو يتميّز بمواصفات بيولوجية معينة ترتبط بالعضلات وتركيبتها أيضاً. ثم جمعوا اللحم والشحم المولّدين في المختبر، وفرموهما سوية. استعمل الخليط في صنع شطائر «هامبرغر». في هذه التجربة الأولى نوعياً، بلغت قيمة كل سندويتش «هامبرغر» قرابة ربع مليون دولار. وفي حال التثبّت من إمكان استيلاد لحم مناسب ل «الهامبرغر» بهذه الطريقة، سيكون ممكناً تصنيعه بطريقة متوسّعة، كي يصبح سلعة صناعية، ما يخفض في تكلفته، ويجعله في متناول الجمهور العام. من الممكن الحصول على مزيد من المعلومات عن هذه التجربة من موقع «الجمعية الأميركية لتقدم العلوم» («إيه إيه إيه أس. أورغ aaas.org).