على رغم الأزمة الاقتصادية التي تؤلم الدول والشعوب والأفراد يومياً، وعلى رغم الحقيقة الموجعة التي تظهر أن شخصاً من كل ستة على الكرة الأرضية يعاني الجوع، يرمي الأميركيون ما يقارب نصف طعامهم في النفايات. وجاءت هذه الواقعة ضمن تقرير علمي نشره الموقع الناطق بلسان «الجمعية الأميركية لتقدم العلوم» يصف الميل الى تبديد الطعام عند الأميركيين حاضراً، بأنه الأسوأ في تاريخهم. ووصف البروفسور كيفن هال، من «المعهد الوطني لدراسات الجهاز الهضمي والسكري وأمراض الكلى» في «باثيدا» في واشنطن، ذلك الرقم بأنه «يُحدث صدمة». وقاد هال فريقاً علمياً حلّل المعطيات عن متوسط أوزان الأميركيين وكميات الأطعمة التي يستهلكونها منذ العام 1974. واستخدم وسائل حسابية وإحصائية متطورة لقياس كمية «الفاقد» في طعام الأميركيين. وفي العام 2003، أظهرت دراسات نُشِرت في النشرة الإلكترونية «بلوس 1» PLOS1 الصادرة عن «المعاهد الوطنية للصحة» في الولاياتالمتحدة، أن الأميركيين يبددون 39 في المئة من أطعمتهم. ولم تعرف الأسباب التي رفعت هذا الرقم بسرعة نسبياً ليصل الى 40 في المئة راهناً. وتزيد من أهمية هذه الدراسة أنها صححت أرقاماً ظهرت في بحوث مماثلة اعتمدت على وسائل أقل دقة وتطوّراً لقياس كمية الطعام المُبَدّد. ومثلاً، أجرت وزارة الزراعة الأميركية دراسة قبل أعوام قليلة، توصلّت الى تقدير ما يفقد من أطعمة الأميركيين بنحو 28 في المئة. وكذلك كشفت الدراسة التي أنجزها البروفسور هال وفريقه، أن عشرين في المئة من الأطعمة تفقد أثناء إنتاجها وتصنيعها، وتضيع كمية مماثلة في سياق عمليات التوزيع، ويتبدّد الباقي (60 في المئة) على الموائد في المطاعم والمنازل. ودفع ذلك الأمر عالِم الاجتماع الأميركي جيفري سوبل، من جامعة «كورنيل»، للقول: «إن هدر الأطعمة خطيئة ثقافية أميركياً». وفي السياق عينه، لاحظ البروفسور كريغ كيوليان، الذي يدير «مركز النُظُم المستدامة» في جامعة ميشغن، أن الأميركيين باتوا أكثر إقداماً على الاستهلاك المفرط للأطعمة، إضافة الى إهدارها. وأرجع ذلك الى الإنخفاض في السعر الحقيقي لمنتجات الأطعمة، بمعنى ان الزيادة في سعرها سنوياً تقل عن معدلات التضخم والتراجع في قيمة العملة الأميركية. وعلّق على ذلك قائلاً: «لو أنها كانت أغلى، لكان الهدر أقل»! للمزيد من التفاصيل، يمكن الرجوع الى موقع «الجمعية الأميركية لتقدّم العلوم» وعنوانه «إيه إيه إيه أس. أورغ» AAAS.org