ما إن يبدأ العد التنازلي لرحيل رمضان حتى تنقلب الحياة الاجتماعية بالمدينةالمنورة رأساً على عقب، إذ تنتعش الأسواق التجارية بالمرتادين والمتسوقين من الجنسين، وتمتلئ الأرصفة والساحات بأكشاك وبسطات حلوى العيد وألعاب الأطفال، وعشرات الأطنان من الرز المعد للزكاة. وتتوافد أعداد كبيرة من الباعة والمشترين على حلقة الأغنام من جميع محافظات وقرى المدينةالمنورة، فيما تعج حلقة الخضراوات والفواكه ومحال المكسرات والأدوات المنزلية بالمتسوقين، وتشهد أسواق الموكيت والموبيليا ازدهاراً كبيراً من الأهالي، بهدف إعادة ترميم منازلهم بالفرش والموكيت لاستقبال العيد. وفي الجانب الآخر، يشرع كثير من المصلين في توديع أسرهم والاعتكاف بالمسجد النبوي الشريف، تاركين وراءهم كل ما يشغلهم عن استثمار ما بقي من ليالي ال10 الأخيرة، بينما تحرص الأسر خلال هذه الأيام على الاستعداد لاسقبال عيد الفطر، من خلال توفير كل مستلزمات العيد من ملابس وأثاث، وتبدأ الأسر في حركة دؤوبة بالتسوق ليلاً ونهاراً، لتوفير حاجاتهم لاستقبال العيد، كما يتجه الكثير من سكان المدينةالمنورة إلى حجز الاستراحات لأيام العيد، بينما تغادر أسر أخرى المدينة متوجهة إلى القرى والمدن، لقضاء ما بقي من الشهر ومعايدة ذويهم وأقاربهم. واستطلعت «الحياة» آراء بعض سكان المدينةالمنورة، للوقوف على أسباب التغير الذي طرأ على الحال الاجتماعية، إذ أوضح عبدالمجيد المحمدي أن الكثير من سكان المدينةالمنورة ومع بداية ال10 الأواخر من الشهر يستعدون لاستقبال عيد الفطر، وذلك من خلال توفير مستلزماتهم من ملابس ومأكولات وتأثيث للمنازل، تصحبها حركة دؤوبة في الأسواق والشوارع والمحال التجارية، ما يستدعي تغير نمط الحياة لدى الكثيرين في هذه الأيام، وتشهد معها المنطقة حركة مرورية كثيفة وازدحاماً بالمحال والأسواق، لافتاً إلى أن هذا النمط هو سيناريو متكرر في كل عام وخلال هذه الفترة تحديداً. من جهته، أكد المسن سلمان الحربي أن الناس في هذه الأيام يحاولون شراء وتوفير حاجاتهم كافة لقضاء بقية أيام رمضان في قراهم بين أقاربهم وذويهم، إضافة إلى قضاء العيد أيضاً، مبيناً أن هذه عادة اعتاد عليها الناس منذ أعوام عدة، فيما أشار عابد المرعشي إلى أن المجتمع المديني وخلال الأيام الأخيرة من رمضان يتغير نمط حياتهم في شكل كبير، فمنهم من يتسوق لشراء مستلزمات العيد، ومنهم من يتجه إلى المسجد النبوي الشريف للاعتكاف، ومنهم من يغادر المدينة لقضاء بقية الشهر وأيام العيد في قريته أو مزرعته أو لدى أقاربه في المدن الأخرى، ويعتبر هذا التغيير في نمط أهالي المدينة عادة سنوية تحدث أواخر رمضان. وحول تكاثر بسطات الحلوى والمكسرات، أفاد سعد سويلم (أحد البسّاطين) بأنه في مثل هذه الأيام تكثر بسطات الحلوى والرز والمكسرات في شوارع المدينةالمنورة وأمام المحال التجارية، وذلك لبيع الزكاة وحلوى العيد، إذ تعد هذه البسطات ظاهرة تجارية ذات مكاسب كبيرة، فمعظم شباب المدينة يعملون بها بداية ال10 الأخيرة من رمضان، فيما يؤكد المسن محسن حسن اكتظاظ المسجد النبوي بالمئات من المعتكفين الذين يستمر اعتكافهم حتى نهاية صلاة التراويح في آخر أيام الشهر.