أطلق شباب سعوديون حملة إلكترونية في وسائل التواصل الاجتماعي، تحمل شعار «أطباء ولكن»، مطالبين بتدقيق شهادات الأطباء القادمين من الخارج، تزامناً مع حادثة هروب طبيب مصري من مستشفى الولادة والأطفال في الدمام، إثر اكتشاف شهاداته «المزورة»، بعد عمل دام أكثر من عشرة أعوام. وبدأت الحملة «أكثر سخرية» على عدد من الأطباء والممارسين الصحيين، الذين يدعي بعضهم أنه «طبيب»، مستشهدين بمسلسل الأخطاء الطبية والقضايا المرفوعة في المحاكم بسبب ذلك. وقال أحدهم في تغريداته على صفحته في «تويتر»: «الحملة تهدف إلى الوعي، ليس وعي المواطن أو المقيم، وإنما وعي الوزارات التي تشرف على جلب عمالة من الخارج، سواء أكان مهندساً أم طبيباً أم غيره». وتوالت التعليقات حول تغريدته، وأشار أحدهم إلى «شهادات تزوير المهندسين التي وصلت إلى حد لا يمكن قبوله». فيما انهال سيل من التغريدات مؤكداً ضرورة «التدقيق على شهادات الأطباء الاستشاريين خوفاً على حياة الناس». وقال أحد منفذي الحملة ل «الحياة»: «إن حملة تدقيق شهادات الأطباء بعد حادثة الطبيب المُدعي أنه استشاري تخدير أثارت الرأي العام، وكانت وسيلة لإيصال أهداف الناس إلى وزارة الصحة، فهل يعقل أن نبقى تحت طائلة التزوير في مهنتي الطب والهندسة؟، فهذا تقليل من شأن تلك المهن، ونظراً إلى كثرة التزوير في هذين المجالين فالأمر يتطلب وعياً ورقابة أكثر، وأرواح الناس ليست رخيصة، كما يعتقد هؤلاء المزورون، فهل الهدف هو استغلال مادي أم مكانة اجتماعية ؟!». وأضاف: «خلال الحملة سنحصد الآراء ونتعرف على مطالب الشارع السعودي حول التزوير في التخصصات، سواء للطب، أم أقل التخصصات. ولا يمكن تصنيف الموضوع بحسب أهمية التخصص، وإنما رفض موضوع تزوير الشهادات إطلاقاً ولا يمكن تقبله في أي تخصص، فما بالنا إذا كان التزوير في الطب أو الهندسة». وحوت التغريدات مقترحات وجهها مشاركون إلى وزارة الصحة، فغرد أحدهم: «دور الوزارة وهيئة التخصصات الصحية الرقابة على التزوير وليس جلب أطباء فقط، فالتخدير هو أساس العملية»، ورد آخر: «التخدير يتسبب في الوفاة ما قبل العملية بنسبة تصل إلى 50 في المئة». ولفتت الآراء إلى الأخطار التي تأتي من التخدير وقلة أطباء التخدير في المملكة: «التخدير علم يتطلب أناساً مختصين وليسوا مزورين، فخطأ في كمية التخدير يودي بحياة الإنسان». يذكر أن طبيب التخدير المزور عمل في المملكة لأكثر من عشرة أعوام، في مدينة الملك فهد الطبية بجدة، ومستشفى الملك فهد، ومستشفى الولادة والأطفال في الدمام، تحت مسمى «استشاري تخدير». ومارس المهنة بشهادات مزورة منذ 25 عاماً. ولا توجد أرقام دقيقة عن عدد شهادات الأطباء العاملين في المملكة المكتشف تزويرها سنوياً. فيما تصدر هيئة المهندسين السعوديين بين فترة وأخرى أرقاماً حول الشهادات المزورة لديها، كان آخرها أن هناك أكثر من 165 ألف عضو منتسب للهيئة، وأن 30 ألف وافد من الذين كانوا يعلمون بمهن هندسية أي ما يعادل 25 في المئة من المهندسين الوافدين لم يكونوا مهندسين وعدلوا مهنتهم، كان لهم دور كبير في تعثر عدد كبير جدًّا من المشاريع واتخاذ قرارات هندسية غير صحيحة. وأنها أحالت 1640 مهندساً يحملون شهادات مزورة بينهم 36 مهندساً سعودياً إلى هيئة التحقيق والادعاء العام.