يعيد متحف «إمبيرييل وور ميوزيوم» (متحف الحرب الإمبراطوري) في لندن فتح أبوابه بعد أعمال ترميم ضخمة تزامناً مع الذكرى المئوية لبداية الحرب العالمية الأولى. فبعد أربعة أعوام من أعمال ترميم بلغت كلفتها 50 مليون يورو وعام واحد من الإغلاق بين كانون الثاني (يناير) وتموز (يوليو) 2013 ثم كانون الثاني وتموز من العام الحالي، كثّف المتحف الواقع في جنوب العاصمة البريطانية الابتكارات التقنية لإحياء ذكرى الجهات الفاعلة في الحرب العالمية الأولى. وفي قلب صالة العرض المخصصة لهذا الحدث، تتجول أطياف الجنود البريطانيين على الجدران، وهم يتحدثون تحت المطر إلى أن تذكرهم الغربان بأنها مجرد استراحة قصيرة قبل المعركة التالية. ويشهد الزوار في هذا الخندق المرمّم الذي يتخطى علوه مترين على الحياة اليومية للجنود الذين حاربوا خلال الحرب العظمى التي يحتفل هذه السنة بالذكرى المئوية لاندلاعها. وقال المؤرخ المشرف على صالة العرض المخصصة للحرب العالمية الأولى في المتحف جيمس تايلور إن «هذا الحيز يحفّز مخيلتنا، فالحرب تصور غالبية الأحيان بالأبيض والأسود، لكن هنا كلها ألوان». وزودت القاعة 60 جهازاً رقمياً، من أجهزة موسيقية وأخرى لأشرطة الفيديو وآلات للمؤثرات الخاصة وشاشات تعمل باللمس. وصرّحت مديرة المؤسسة ديان ليز أن القطع المعروضة في القاعة «لا تعكس الدمار والمعاناة والخسائر البشرية فحسب، بل أيضاً حس الابتكار والواجب والتفاني والأخوة والمحبة». ووسط الصور الملتقطة بالأبيض والأسود، تذكر ساعة ذهبية ببسالة تشارلز فرايتس قائد القوات البحرية البريطانية الذي أنقذ طاقمه وسفينته من الغواصات الألمانية. وعلى مقربة من الساعة، تعرض علبة من الحلويات كانت ترسل إلى الجنود في أعياد الميلاد. وعلّقت لافتة فيها ثقوب من جراء الرصاص كتب عليها «لا تبقوا هنا» في المعرض الذي يعكس الحرب بفظاعتها وتداعياتها النفسية. وثبتت على الزجاج بعض أطراف الوجوه الاصطناعية. فقد أصيب 60 ألف جندي بريطاني بإصابات في وجوههم ورؤوسهم خلال الحرب التي امتدّت من عام 1914 إلى عام 1918. وتشمل مجموعة المتحف ما لا يقل عن 30 ألف قطعة مجمعة منذ عام 1917، «عندما لم يكن يعلم أحد إذا كنا سنكسب الحرب أم لا»، كما قال تايلور. ولم تعرض كل هذه القطع، غير أن بهو الأتريوم بات يقدم أكثر من 60 قطعة لم تعرض يوماً للجمهور في طوابقه الثلاثة، من طائرات وسيارات وأسلحة ثقيلة. وستفتح أيضاً الطوابق الأربعة المتبقية من المتحف للزوار والتي خصصت للحرب العالمية الثانية ولمحرقة اليهود. ويقدم المتحف مجموعة من الصور وثلاثة أفلام للبريطاني مارك نيفيل عن الحرب في أفغانستان كي يسمح لجمهوره بالتأمل في الحروب التي لا تزال تمزق العالم.