شهد ملتقى المرأة والنص، الذي نظمه نادي الرياض الأدبي واستمر يومين، مشاركة متنوعة من باحثين وأكاديميين وأدباء. فتناولت الدكتورة بسمة عروس «الذات الأنثوية» في نماذج من السرد السعودي، وحددت ورقتها في مسارات تشكيل الذات وتشكيلات الذات وصورها. واختارت رواية «الفردوس اليباب» للروائية ليلى الجهني نموذجاً، والتي تظهر فيها العوالم المختلفة من الاستبطان والسرد البوحي التراكمي، مشيرة إلى أن داخل المقطع الواحد في الرواية «نجد الذات الأنثوية تحدث نفسها حيناً وتستعرض ذاتها الساردة، وذاتها الساخرة وذاتها المتسائلة والتي تجيب على تساؤلاتها في نفس الوقت، هذه الذات التي تنازع الكثير من المواجهات وتحيط بها تراكم المعلومات ووجهات النظر، والتي تجعل القارئ يتعاطف معها لأنها ضحية مجتمع مغلق». وفي ورقة الدكتورة وفاء السبيل والمعنونة ب«الذات الأنثوية في السرد الموجه للطفل» استعراض لنمط الخطاب «الذي يؤدي لوظيفتين هما الوظيفة الحجاجية، والوظيفة الانفعالية»، مشيرة إلى أن الوظيفة الحجاجية «هي التي تدفع القارئ إلى التفكير في رسالة المؤلف عن المجتمع والإنسان وفي أغراضها والآراء المعبرة عنها»، موضحة أن الأطفال «قادرون على عكس ما نتوقع منهم اكتشاف المغزى الأخلاقي للعمل الأدبي، وبالتالي هم قادرون على التأويل والتفسير والربط ويملكون القدرة على الاستنتاج والاستنباط». واختتم «ملتقى المرأة والنص» أعماله بعدد من التوصيات، التي دعت إلى عقد اجتماع ثلاثي بين جامعة الأميرة نورة و»أدبي الرياض» وصحيفة الجزيرة لوضع آلية التكامل بينها وبين شركات القطاع الخاص لخدمة الثقافة والفكر، والدعوة إلى الحرص على موضوعية الدراسات النقدية، التي تتناول أدب المرأة والتركيز على الدراسات التطبيقية للخطاب النسوي. ودعا الملتقى إلى ضرورة تجاوز النصوص الأدبية الضعيفة في المدونة الإبداعية النسائية، إلى نصوص يمكن من خلالها تقديم بنية فكرية ناضجة. وأضاف الملتقى توصية إلى ضرورة أن تنطلق الشاعرة السعودية، في خطابها الشعري والتعبير بصدق عن ذاتها الأنثوية. وطالب بالتركيز على العلاقة بين النص وخارج النص في خطاب المرأة، وإلى تعزيز حضور المرأة على المستوى الإداري والعلمي والثقافي في مختلف المؤسسات، وأن يتم عقد الملتقى كل سنتين، وأن تتنوع محاوره وضيوفه، وأن تطلق جائزة تمنح للدراسات المتخصصة في المرأة.