يعمل العراق على عقد تسوية ملفات معتقلين عرب وطمأنة الوفود إلى قمة بغداد امنياً، من خلال السماح لها بجلب طواقم حماياتها. وتشير إحصاءات غير رسمية الى وجود اكثر من 200 معتقل في السجون العراقية متهمين بأعمال عنف. وأبلغ رئيس الوزراء نوري المالكي وفداً ليبيا، برئاسة مستشار رئيس الوزراء ناصر المانع، أن «قضية السجناء تعود الى السلطات القضائية التي لها وحدها حق النظر في هذا الموضوع». وجاء في بيان ان «رئيس الوزراء أكد التشابه في حجم الخراب الذي تركه كلا النظامين السابقين في العراق وليبيا»، وأعرب عن أمله في ان «يتمكن الشعب الليبي الشقيق من فرض الامن والاستقرار وبناء الديموقراطية» وأبدى «استعداد العراق للتعاون مع التجربة الليبية الجديدة وتقديم المساعدة اللازمة على كل المستويات». وأبدى « الوفد الليبي الرغبة في إنجاح القمة العربية في بغداد، وعن الأمل بتعزيز التعاون بين البلدين لا سيما في مجال اعادة بناء القوات المسلحة والاجهزة الامنية والهيئات الخاصة برعاية الانتخابات». وأعرب وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في بيان في وقت متأخر اول من امس، عن استعداد بلاده ل «حل قضية الليبيين المفقودين والسجناء في العراق بشكل قانوني وقضائي». وأشار الى ان المحادثات بين الجانبين تطرقت الى ظروف المعتقلين. وتعد زيارة المانع الثانية خلال اربعة اشهر، وكانت الاولى في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي حين بحث مع القادة العراقيين في امكان اطلاق المعتقلين واطلع على التهم الموجهة اليهم والاحكام الصادرة بحقهم. وأكد البيان ان زيباري أبلغ المانع استعداد الحكومة العراقية «للتعاون بكل وضوح والمساعدة على حل كل القضايا بشكل قانوني وقضائي». وأضاف: «أبلغنا الإخوة الليبيين رغبة العراق في إعادة العلاقات في أقرب وقت ممكن بعد أن انقطعت في ظروف قاهرة سابقاً»، لافتا إلى وجود «مشتركات كثيرة بين البلدين»، فيما اكد المانع ان «للعراق علاقات طيبة ومشرفة مع ليبيا وهناك حرص من القيادة الليبية على إعادة العلاقات والمشاركة في مؤتمر القمة على أعلى مستوى». إلى ذلك، افاد مصدر سياسي»الحياة»، ان قرار المملكة العربية السعودية تعيين سفير غير مقيم في بغداد «إجراء أولي تلبية لطلب الحكومة العراقية بفتح مكتب تمثيل للمملكة للمساعدة في حل القضايا العالقة بين الطرفين وترطيب الاجواء قبل مؤتمر القمة العربية نهاية الشهر المقبل». وعن نوعية هذه المشاكل، قال المصدر: «من بين القضايا المهمة التي تهم البلدين وجود العشرات من المعتقلين السعوديين في السجون العراقية والمئات من العراقيين في مخيم رفحا». وزاد، «هناك نوع من الاتفاق بين البلدين لحلحلة هذه القضايا بشكل تدريجي، تبدأ بتفعيل مبادرة تبادل السجناء، التي من المرجح ان تتم قبل انعقاد القمة، اضافة الى فتح ملفات ديون العراق وامكان اعادة الخط الناقل للنفط الى البحر الاحمر من خلال ميناء ينبع». وأفادت معلومات ان العراق أطلع وفد الجامعة العربية الامني على خرائط حماية الملوك والزعماء خلال القمة، مؤكدة موافقة بغداد على اصطحاب القادة أطقم الحراسة الخاصة بهم مع أسلحتهم كإجراء احترازي. وكانت وزارة الخارجية أعلنت أن «حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز قررت ترشيح سفير المملكة العربية السعودية المعتمد لدى المملكة الاردنية الهاشمية سفيراً غير مقيم لدى جمهورية العراق تعزيزاً للعلاقات الطيبة التي تربط بين البلدين والشعبين الشقيقين».