وصل إلى بغداد مساء أول من أمس المبعوث الليبي ناصر المانع للبحث في إمكان إطلاق المعتقلين الليبيين في السجون العراقية. والتقى فور وصوله الرئيس جلال طالباني وسيلتقي رئيس الحكومة نوري المالكي بعد عطلة عيد الأضحى. وقال مصدر في رئاسة الجمهورية ل «الحياة» إن «المانع سلم رئيس الجمهورية رسالة خطية من رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل تستفسر عن المعتقلين الليبيين». وأوضح المصدر إن «طالباني والمانع تحدثا مطولاً في هذا الملف. طلب المبعوث الليبي تزويده قوائم بأسماء المعتقلين وأماكن وجودهم والأحكام الصادرة بحقهم، وتمنى حسم هذا الملف لما له من أهمية إنسانية وسياسية للشعب الليبي في الظرف الراهن». وتابع إن «طالباني أبدى تفهمه لمطلب المجلس الانتقالي ووعد بمناقشة القضية مع المسؤولين في الحكومة والبرلمان». وتستمر مهمة المبعوث الليبي خمسة أيام يجري خلالها لقاء مع رئيس الوزراء نوري المالكي. وقال المستشار في الحكومة عادل برواري ل «الحياة» أمس إن «هناك صعوبة في إلغاء أحكام الإعدام الصادرة بحق الليبيين المتورطين في عمليات إرهابية»، وأضاف إن «المحكومين بالسجن يمكن إعادتهم إلى ليبيا». وأوضح أن «المجلس الانتقالي الليبي يجري اتصالات مع الحكومة منذ أسابيع للإفادة من الخبرات العراقية في قضية صوغ دستور جديد وإجراء انتخابات تشريعية بأسرع وقت». وعلمت «الحياة» من مصادر موثوقة أن الحكومة طمأنت المجلس الانتقالي نهاية الشهر الماضي إلى إمكان وقف تنفيذ أحكام الإعدام من دون إلغائها لصعوبة نقض القرارات القضائية المتعلقة بالإرهاب. ويرجح خبراء في القانون عدم إلغاء الأحكام القضائية القطعية، على رغم أن تنفيذها يتطلب موافقة رئيس الجمهورية. وقال مسؤول أمني يشرف على المعتقلات في العراق ل «الحياة» إن هناك «عشرات المحكومين الليبيين في عدد من السجون وليسوا في سجن واحد بعضهم أعضاء وقياديون في تنظيم القاعدة في العراق». وأوضح المسؤول الذي فضل عدم الإشارة إلى اسمه أن بعض «السجناء الليبيين موجودون حالياً في سجن سوسة في السليمانية ، وسجن الناصرية والتاجي والرصافة وسجن العدالة التابع للاستخبارات». ولفت إلى أن «الأحكام الصادرة بحقهم تراوح بين الإعدام والسجن المؤبد». وكانت معلومات سابقة أشارت إلى أن المجلس الانتقالي الليبي قدم إلى الحكومة العراقية وثائق تثبت اتصالات قادة بعثيين من الداخل والخارج بالزعيم الليبي الراحل معمر القذافي. وأن بغداد نفذت حملة اعتقالات شملت المئات بناء على تلك المعلومات.