في أول جلسة رسمية للهيئة الخليجية المكلفة بدرس مقترح خادم الحرمين الشريفين، بالانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد بين دول المجلس، أكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور عبداللطيف الزياني أن الفترة الحالية التي تعيشها دول مجلس التعاون في ظل المتغيرات تتطلب وحدة القول والفعل. وقال الزياني في كلمته خلال اجتماع أمس والذي ترأسه ممثل المملكة رئيس الدورة الحالية مساعد العيبان أن «هناك دلالات ومعانٍ عميقة لقرار قادة دول المجلس، الذي يأتي في ظل تحديات ومتغيرات كبيرة دولية وإقليمية، تتطلب وحدة القول والفعل، ومن أولى هذه الدلالات أنها جاءت كنظرة ثاقبة مدركة للحاضر ومستشرفة للمستقبل، واضعين مصالح دول المجلس وشعوبها نصب أعينهم، وكذلك استشعارهم واهتمامهم بمتطلبات شعوبهم وسعيهم لنقل المواطن الخليجي نقلات نوعية إلى الأفضل، من خلال تحقيق المواطنة الخليجية الكاملة، وحماية المكتسبات التي تحققت خلال الفترة الماضية من عمر مجلس التعاون، والعمل على الانتقال بها إلى آفاق أوسع وأرحب». مضيفاً «إنه نظراً لما يمثله هذا الموضوع من أهمية استراتيجية كبيرة لمنظومة مجلس التعاون، فقد حرص القادة أن يتم بحثه ودرسه من كفاءات وأصحاب خبرة ودراية بدول المجلس». وقال الزياني في تصريحات صحافية أمس إن اجتماع الهيئة تم بكل «أريحية»، وأن دول المجلس ستخرج بأهداف من هذا الاجتماع، وسترفع توصياتها لمجلس وزراء الخارجية المقبل، لافتاً إلى أن الدراسات لهذا المقترح لازالت مستمرة. ورداً على سؤال «الحياة» حول مشاركة دول الخليج في قمة بغداد الشهر المقبل قال: «هذا الأمر متروك للجامعة العربية». وقال وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس وفد المملكة في الهيئة الدكتور مساعد العيبان في كلمته أمس أن ردود الأفعال الإيجابية التي جاءت بعد مبادرة خادم الحرمين الشريفين بنقل العمل المشترك من مرحلة «التعاون» إلى الاتحاد» هي دعوة صادقة تمثل رغبة شعبية خليجية. وأضاف: «إن النظرة الثاقبة لخادم الحرمين بالارتقاء بالعمل المشترك بين دول المجلس ليست وليدة اليوم، وإنما هي معتقد راسخ لديه، وهذه المبادرة ستضيف صفحة جديدة في تاريخنا، وهذا التحول سيضع آليات في مختلف المجالات بما فيها الجوانب السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية، وستحقق رغبة قادة وشعوب دولنا. وزاد «إن المشاركين في الاجتماع مطالبون بالعمل بكل جد وأمانة وإخلاص، لوضع الآليات والخطوات التنفيذية التي تجعل هذه المبادرة حقيقة على أرض الواقع، وذلك لنرى هذا الاتحاد يحقق أعلى درجات التكامل، الذي هو مطلب كل مواطن خليجي». إلى ذلك، قال الأمين العام السابق لمجلس التعاون الخليجي، وممثل الكويت في الاجتماع الدكتور عبدالله بشارة ل«الحياة»، إن الاجتماع بحث مسيرة التعاون بين الدول الست، وناقش طموحات المجلس، وكيفية تنشيطه مرة أخرى، وقُرئت الأوراق من خبراء كل دولة. وأضاف: «حتى الآن لم نصل شاطئ الصياغة، ولا زلنا في التحليل، وجئنا كخبراء لمناقشة الوضع».