محطات تنقل الجماهير كافة إلى المدن الرياضية لتتحول بعد المونديال إلى محطات تخدم البرازيليين في رحلاتهم اليومية، على مثل تلك الوعود عاش أبناء البلد ينتظرون تحقيق أحلامهم، من خلال فرصة ما كانت لتتوافر لولا المونديال، ها هو المونديال ودّع بلاد السامبا من دون أن يلامس شيئاً من ذلك على أرض الواقع. نعم يقودك المترو إلى ملعب كورنثيانز أرينا في ساوباولو، لكنه في حقيقة الأمر لم ينشأ لخدمة الملعب، كل ما في الأمر أن المحطة القديمة المتهالكة باتت مشبعة بأعمال ال«غرافيتي» على جوانبها، وأضيفت إلى السكة ذاتها محطة جديدة توصلك إلى الملعب، عبر قطار بالغ البطء يتوقف ألف مرة قبل نهاية الرحلة القصيرة. أما في سلفادور، وحيث ملعب فونتي أرينا، فأهالي إقليم باهيا، الذي تقع في قلبه المدينة كانوا موعودين قبل 14 عاماً بتنفيذ مترو قادر على نقل سكان المدينة إلى جهات عدة، لكن شيئاً من ذلك لم يحدث، وما أن فازت البرازيل باستضافة كأس العالم، حتى تجددت الوعود بتنفيذ ذلك المشروع الذي ظل لأعوام حلماً عصياً على التنفيذ. انطلق المونديال وانتهى، فكيف نفذت الحكومة وعدها؟ بحسب رحلة «الحياة» إلى الملعب الواقع في طرف سلفادور، فإن القطار موجود، لكنه لا يخدم أحداً، ذلك بأنه لا يملك أكثر من محطة واحدة، ورحلته بمجملها لا تقطع أكثر من ستة كيلومترات توصلك إلى الملعب فقط، ولا تخدم أياً من سكان المدينة، الذين كانوا بانتظار قطار قادر على نقلهم من المدينة إلى الملعب ومناطق أخرى مختلفة من بينها المطار أو وسط المدينة لفك الازدحام الكبير في المدينة، لكن شيئاً من ذلك لم يحدث.