سجلت وزارة الصحة، ملاحظات عدة، على مستشفى الملك فهد في الهفوف (محافظة الأحساء)، خلال الفترة الماضية، أبرزها «سوء النظافة، وتردي أعمال الصيانة الدورية». فيما علمت «الحياة»، أن وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة، رصد هذه الملاحظات بنفسه، وذلك خلال زيارة قام بها إلى المحافظة منتصف العام الماضي، كانت الأولى له منذ تسلمه منصبه، قام بها ضمن زياراته التفقدية لعدد من مستشفيات المنطقة الشرقية. وأشارت المصادر، أن الوزير الربيعة كان «مستاءً» من تردي أعمال الصيانة في المستشفى. وزاد استياؤه بعد أن رصد ملاحظات عدة تتعلق في النظافة، ما دفعه إلى تكليفه أحد وكلائه بمتابعة الموضوع بنفسه، فقام الأخير على الفور، بإرسال خطاب «عاجل» إلى إدارة الصيانة في الوزارة، تضمن «العمل على سرعة رفع مستوى النظافة والصيانة في جميع مستشفيات محافظة الأحساء، وتلافي جميع الملاحظات المتعلقة في الصيانة والنظافة»، التي رصدها وزير الصحة بنفسه. وكشفت المصادر، أن وزارة الصحة قامت بتشكيل لجنة فنية مكونة من عدد من المهندسين، بهدف «عمل تقرير شامل مفصل عن وضع المستشفى، والمقاول المسؤول عن أعمال الصيانة (تحتفظ «الحياة» باسمه). وقامت اللجنة بعد مرور شهر على زيارة الوزير، بتفقد المستشفى، ورصدت ملاحظات عدة، أهمها أن «جميع أعمال النظافة في المستشفى سيئة جداً، وبخاصة دورات المياه، إذ لا توجد فيها خزانات للصابون، أو سوائل، أو علب مناديل، إضافة إلى وجود حشرات زاحفة وثدييات بكثرة، ما يدل على أن المقاول المسؤول لم يستخدم أي مواد تطهير». وكشفت اللجنة أن التكييف في معظم أرجاء المستشفى «ضعيف جداً»، وأن درجة الحرارة «مرتفعة» في بعض الأماكن، إضافة إلى أن المغاسل والمجففات والكاويات يوجد فيها «بعض الأعطال من قبل زيارة الوزير بشهور، وكذلك وجود أتربة وصدأ، ما قد ينتج عنه انتشار التلوث وتكوين البكتيريا في أماكن متفرقة في المستشفى». كما تم رصد «عدم وجود لعمال النظافة، الذين تم رصد تواجدهم بكثرة في بعض الأجزاء الخاصة في المكاتب الإدارية، ومكاتب بعض كبار مسؤولي المستشفى». ورصدت اللجنة ملاحظات على خطوط التصريف في بعض دورات المياه، التي كانت «سيئة، وتحتاج إلى إصلاحات، نظراً لسوء حالها، بسبب كثرة الأعطال وبعض التسريبات في أماكن متفرقة»، إضافة إلى «وجود تسريبات في الكثير من جدران المستشفى، وهو ما يعني أن المقاول السابق لم يكن ملتزماً في نصوص العقد والترميم والدهان لكامل المستشفى والسكن، وبخاصة أن المبنى يعتبر متهالكاً». فيما رصدت اللجنة «عدداً كبيراً من أبواب المستشفى الداخلية والخارجية والشبابيك تحتاج إلى صيانة، إضافة إلى أن الأرضيات والأسقف المستعارة سيئة للغاية، وفيها تشوهات كثيرة وكسور، وتم ملاحظة بعض التسريبات على الأسقف المستعارة». ولم تقتصر ملاحظة اللجنة على الأعمال الطبية أو الكهربائية، بل امتدت إلى نظام السلامة، إذ تم رصد «غياب عدد من طفايات الحريق، في بعض أجزاء المستشفى، والبعض الآخر تالف». وخلصت اللجنة إلى عدد من التوصيات، أهمها أن يتم «استبعاد مدير موقع المقاول الرئيس لعقد الصيانة والتشغيل غير الطبي، وبصفة عاجلة، والذي انتهى عقده بالفعل بعد مرور شهرين على انتهاء مهام اللجنة، نظراً لانتهاء مدته». كما أوصت اللجنة ب «استبعاد الطاقم الإشرافي والقائمين عليه، نظراً لعدم قدرته على اتخاذ القرارات المناسبة لصالح العمل، وهو نفس الطاقم الذي تسبب في مشكلات عدة في العقود السابقة». وطالبت اللجنة أيضاً، ب «سرعة إنهاء الملاحظات، والعمل على تصحيح أوضاع المستشفى».