يقدم مستشفى القنفذة العام خدماته لأكثر من 400 ألف نسمة ينتشرون في المحافظة والمراكز والقرى والهجر التي تتبع لها، إلا أن هذا المستشفى يعاني من مشاكل عدة كانت سببا في معاناة المرضى والمراجعين على حد سواء، تتمثل في أعطال نظام التكييف في أقسام التنويم المستمرة منذ ثلاثة أشهر، فضلا عن تدني خدمات النظافة وانبعاث الروائح الكريهة. مواطنو المحافظة طالبوا بسرعة إصلاح أعطال التكييف في المستشفى، ما يضع حدا لمعاناتهم في نقل مرضاهم إلى المستشفيات الخاصة، الأمر الذي يكلفهم مبالغ باهظة لا طاقة لهم بها، مشيرين إلى أن الدولة تنفق المليارات من أجل الارتقاء بالخدمات الصحية وراحة المواطن، لذلك هم بحاجة إلى وقفة جادة من المسؤولين، لافتين إلى أن أعطال التكييف دعت بعض مرافقي المرضى المنومين إلى شراء مراوح للتبريد، فيما لجأ البعض الآخر لفتح نوافذ غرف المرضى حتى يدخل الهواء رغم حرارة الأجواء في الخارج، إذ تلامس درجات الحرارة في محافظة القنفذة ال47 درجة، فيما يزيد وجود المرضى في غرف غير مكيفة من آلامهم ويؤثر على نفسياتهم. «عكاظ» رصدت ضجر المرضى والمرافقين داخل أقسام المستشفى، ولاحظت رداءة التكييف في العديد من غرف المرضى وأقسام التنويم، بينما التكييف يعمل بشكل جيد في غرف الأطباء و(كاونترات) التمريض وممرات المستشفى. بلقاسم عبد الله قال إن زوجته ترقد في غرفة رديئة التكييف، ما حدا به لمخاطبة المسؤولين عن المشكلة، فأخبروه أن قسم الصيانة سيتولى إصلاح الخلل، مؤكدا أن المشكلة ما زالت قائمة ولم تحل حتى الآن. إلى ذلك، أوضح الناطق الإعلامي للشؤون الصحية في محافظة القنفذة عبدالله عبادي أن المشكلة تكمن في وحدات المناولة الخاصة بالتكييف المركزي، وقد عمد المقاول منذ شهر جمادى الأولى الماضي إلى إصلاح الخلل، فيما يعمل مقاول الصيانة في المستشفى حاليا على إنهاء الوضع، مشيرا إلى أن العملية قد تستغرق ستة أشهر لأن وحدات المناولة غير متوفرة في المنطقة، بل تصنع خارج المملكة بمبلغ 600 ألف ريال، مشيرا إلى أن المستشفى يشهد حاليا العديد من المشاريع التطويرية التي ستنعكس في حال الانتهاء منها إيجابا على المرضى والمراجعين، ومن ضمن المشاريع المعتمدة في إطار تحديث البنية التحتية للمستشفى، مشروع تطوير أنظمة التكييف، لافتا إلى أن إحلال التكييف المركزي يعتبر المشروع الأبرز في سلسلة مشاريع الصيانة القائمة في المستشفى، التي تأتي ضمن اهتمامات الحكومة بمتابعة وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة. من جانبه، اعتذر الناطق الإعلامي في الشؤون الصحية عن إيقاف التكييف بسبب أعمال التطوير التي يشهدها المستشفى، وهي ظروف قال إنها خارجة عن إرادتهم، مشيرا إلى إيجاد حلول مؤقتة للمشكلة عن طريق التكييف الهوائي (الإسبليت).